هل سمعت عن البحر الذي مات من العطش؟!
هل سمعت عن البحر الذي مات من العطش؟!
إب نيوز ٢٨ جمادي الآخر
عندما تتراقص المشاعر على إيقاع نبرة الدحدوح ومابين دمعة تكاد أن تسقط وغصة تتحشرج في الصدر تغيب الكلمات وتتلاشى!!
عندما تبحث في صدور الشعراء والكتاب عن كلامٍ يبرهن هذه الآلام الجسام فتجد أن الكلمة لامعنى لها في حضرة الدم هنا يتعثر قلم الكاتب وشاعرية الشاعر وهنا يموت البحر من العطش!!
عندما يكون للحزن لونه الخاص وهو متراكم فوق قلب لو انفجر لذابت من حريقه جبال فيخفي حزنه شفقة ببناته ونسائه وقد نال منهن الوجع كل منال فيتجلى الدحدوح صبوراً محتسباً ما عند الله!!
تأمل في وجه الدحدوح! ولاحظ إصطفاء الله له بهذا الوجع ليكون هو الصبور الذي يطل على الشاشة ليخبرنا بالمستجدات بعد أن دفنوا الدحدوح نفسه بينما هم يصلون على حمزة في الحقيقة كانوا يصلون عليه وهو الذي أراد أن يكون هو مكان حمزة ؟!
أما سمعته وهو يقول أحزن ماقيل في الرثاء حمزة لم يكن بعضي بل كان كلي؟!!
– إن هذه القوة المتجسدة في الدحدوح هي من وعيه الكبير كإنسان من غزة التي أصبح تفكيرهم الجمعي توقع كل شيء وبحد وصف محمود درويش لأبناء غزة فيقول عنهم” شهيد يصوره شهيد ويسعفه شهيد وينقل جثمانه شهيد ويصلي عليه شهيد” هكذا عرفنا إبن غزة وهو يستعين بخزينة إيمانه بالتضحية لأجل القضية التي لطالما آمن الدحدوح وغيره بأنه من الممكن ان يفقد كل من حوله مع أول إطلالة له على قناة أخبارية!!.
– الدحدوح هو المثال الأرقى للإنسان القوي الذي يمتلك مخزون كبير من الإيمان الذي يجعله مستعد لتروية أهداف النصر بكل غالي وهنا يجسد لنا الدحدوح أن الضعفاء أصحاب المواقف المهتزة لايلتفت لهم أحد بينما الدحدوح هو مثال لكل إنسان في غزة … وكل شخص في غزة هو مثال لوائل الدحدوح وهؤلاء كلهم دعاة نصر وهم يزيدون منسوب الإيمان في قلوبنا!!
قرأت كثيرا في تأريخنا الإسلامي وعن كثير من الشخصيات التي أحيانا كنت أشكك بما عملوه من مواقف اشبه بالخيال ولكن مارأيته بأم عيني في ثبات الدحدوح وغيره أكد لي قوة الرجل في هذا الدين وبأن المجاهد المخلص المؤمن بإنتصار حق قضيته هو أمة لوحده؟!
نتفق أو نختلف؟!
الجبناء لايقدرون على ثبات كهذا!! هذه مواقف يتأهل لها الرجال الكبار! هنا تشعر بعظمة هؤلاء الذين يحسب لهم العدو ألف حساب.
ماذا يعني أن يمسك الدحدوح الميك ليتكلم عن الألم ذاته؟! والمجازر ذاتها؟! وأن يتحدث عن الجحيم دونما نعيم يعرفه للحظات فتنسيه بعض الألم؟!
الدحدوح يؤمن بأن أكبر خيانة يمكن أن يمارسها الآن هي أن يصمت ولايتكلم، وأصعب عذاب له هو أن لاتفتح أمامه الكاميرات لتبث صورته الحية لينقل الخبر ، حتى وهو يرتاده شك بعدم القدرة على ذلك ، يعتريه اليقين بأنه بمجرد مايمسك الميك ستتدفق الكلمات لوصف المشاهد بشكل مباشر وحصري؟!
ينظر بطرف عينه الحزينة كغزة إلى العدسة والطرف الآخر ينظر به إلى غزة وأطرافها ليرصد وينقل مايحدث ويرتق بذلك قلبه الذي لايترتق فقط بإعتقادنا بأنه كلما ظهر على الشاشة يدمر نفسه ويحرق المحروق ويسحق المسحوق لكن الحقيقة أن نقله للصورة تخفف من أوجاعه وبذلك يلملم جراحه كلما نقل الصورة التي تنقل الحقيقة إلى العالم ليرى قبح هذا المحتل وليشعر العالم بالضمير المعدوم الذي اصبح منعدما لدى حكام العالم!!
الدحدوح بإطلالته يهز عروش الحكام الذين لو بعناهم في سوق النخاسة لما رضى بهم حر أن يشتريهم بحذاء طفلة غزاوية كانت تحت الركام ومعاذ الله ان تتساوى حذاء طفلة بريئة بعروش عبيد عملاء!!.
حتى لا أطيل أقول بأنهم قتلوا حمزة متعمدين ليوقفوا أبوه وبذلك هم استهدفوا حمزة وحكاية الدحدوح هي حكاية واحدة من بين آلاف الحكايات المخفية في غزة.
– ألم يصل إليك نبأ وداد عصفورة التي ماعرفها العالم إلا يوم استشهدت؟! والتي ألفت بخصوصها رواية قد شغفها حبا وهي زوجة محمد الضيف التي استشهدت مع إبنها وإبنتها 2014 ولم يعرف أحد طيلة حياتها انها زوجة الرجل المطلوب الأول لإسرائيل حتى أعمامها وأخوالها …فقط إقرأ رواية قد شغفها حبا لسردين أبو نبعة وسترى أي قوم هؤلاء؟!.
هل أتاك خبر هيام عياش زوجة يحيى عياش وحكاياتها المؤلمة وغيرها الآلاف من الحكايات؟!
غزة ستعيد ترتيب العالم من جديد وسترون ذلك مع السنين وعلينا أن ننصرها بالدعاء ونشر مايخصهم في كل المواقع وهذا أقل مايمكننا تقديمه!!
*#الإعلامي_ناجي العودي*
