انخنو باييم!
انخنو باييم!
إب نيوز ٢٩ جمادي الآخر
عبدالملك سام –
أنا سعيد جدا اليوم، ولو سألتوني عن السبب لرأيتم في عيني نظرة لوم وأستنكار! كيف لا أكون سعيدا ونحن ضربنا سفينة أمريكية كانت تساعد المجرمين الأنذال على قتل أهلنا في فلسطين؟! وأؤكد لكم أن الضربة حققت أهدافها بدليل أن مجلس الأمن الليلة سيجتمع ليعبر عن قلقه، وسيدين ويستنكر ويستنكف، وربما يحمل مندوب الولايات صور بعض من فطسوا هناك ليبكيهم، ولو أني أستبعد ذلك حاليا فهو لا يريد أن يظهر مدى الوجع الذي حل به، ولكنكم تعرفون كم أن بالي رائق اليوم بسبب هذا الخبر المبهج..
هناك دول تخشى من تعرض مواطن أمريكي لخدش بسيط حتى لو كان ما حصل له بسبب رعونته وغطرسته، أما نحن فلم نخدش سفينتهم العسكرية فحسب، بل (نفضناها) كما يقال عندنا، وهو فعل يدل على تشضي أجزاء الشيء “المنفوض” في كل أتجاه، ولن يدهشني لو وصلت بعض قطع هذه السفينة إلى شواطئ اليونان بعد أيام! وهذا الأمر لا يقلقنا، بل ولا يهز شعرة في رءوس أطفالنا التواقين للثأر لدماء أهلنا المستضعفين في فلسطين.
أما لمحبي التحليلات العسكرية كقناة الجزيرة وغيرها من القنوات التي تنفق الآلاف على الكلام الفارغ فهذه فرصة لتحلل وتجذب المتابعين للنقاش عن حفلة الأمس الملتهبة، ولكن دعوني أؤكد لهم أن أهم ما سيقال هو عن تشكيلة الصواريخ والطائرات والقذائف التي أستخدمت هذه المرة وله دلالة مهمة، فأولا قال المتحدث العسكري اليمني أنه (رد أولي)؛ وهذا يشير أننا مزمعون على تكرار ما حصل قريبا.
وثانيا هذا التنوع في الأسلحة المستخدمة يدل على أننا ما نزال في طور التجريب لمعرفة السلاح الذي سيسبب وجعا أكبر للبارجات المعتدية، وبالتالي فإن الضربات القادمة ستكون أشد أيلاما ووجعا للعدو الذي تجرأ على الأقتراب من سواحلنا للدفاع عن المجرم الإسرائيلي.. فدعونا نقول لهم: “انخنو باييم”، أي (نحن قادمون) كما قال أحد الأعلاميين الصهاينة ردا على عملية طوفان الأقصى، “انخنو باييم” يا أنجس عرق بشري عرفه التاريخ.
أما ما سيتمخض عن اجتماع مجلس الأمن الكسيح فلا يعنينا، ونحن قلنا لهم سابقا أننا لن نظل نشاهد الجرائم التي تحدث في فلسطين دون أن نفعل شيء؛ فأوقفوا أجرامكم وسنتوقف، وأرحلوا عن بلداننا ونحن نضمن لكم أننا لن نلاحقكم، وصدقوني لن يوقفنا قصفكم أو تصعيدكم فنحن وصلنا لدرجة أننا ما عدنا نبالي بصراخكم وتهديداتكم، وخسائركم في البحر تفوق ما يمكن أن نخسره بالآف المرات، فلا تجربونا أكثر مما قد مضى، والعاقل من أعتبر بغيره، وأنتم جربتم شعبنا بأنفسكم أكثر من مرة فماذا حققتم؟!.. انخنو باييم..