مرحبا بك في المحور
مرحبا بك في المحور
إب نيوز ٣٠ جمادي الآخر
عبدالملك سام –
لقد حظي موضوع فلسطين بتأييد كبير وغير مسبوق بين عامة الناس، ورغم أني لم أستطع فهم موقف البعض الذي ظل ساكنا عندما تعرضت أرضه وشعبه للعدوان ثم رأيناهم يتحركون في موضوع فلسطين، فبرأيي أن الحق هو الحق أينما كان، إلا أن أنخراط المزيد من الناس في معركة فلسطين أمر جيد ولا يمكن أن يكون هذا الأمر سببا للتذمر..
هذه الأيام يعتبر تصنيف الناس بين مؤيد ومعارض لمشاركة بلدنا والوقوف مع الشعب الفلسطيني هو التصنيف الدارج، ولكن الجيد في هذا الأمر هو أن المؤيدين والمعارضين يتفقون على نقطة أن موقف السكوت هو أمر غير أخلاقي ولا إنساني ومنحط، وإن أختلفوا في رؤاهم وتوجهاتهم! ورغم أن الغالبية المطلقة تؤيد الضربات التي ينفذها الجيش، إلا أن هذه الغالبية قد شملت على عناصر جديدة لم تعتد بعد على العمل الثوري، ولهؤلاء أود أن أذكرهم ببعض النقاط المهمة التي لا أرى ضيرا في أن يتذكرها أيضا من سبقوهم في هذا المجال..
كتبت في مقال سابق بعنوان (رصاصة الرحمة) عن موضوع بالغ الأهمية، ألا وهو العمل الأستخباراتي، وكما يعرف الجهابذة السابقين فهذا الجانب خطير جدا خاصة في هذه المرحلة الحساسة، ولذا وجب التنبه خلال الفترة القادمة من أي نشاط تجسسي قد يسبق أي عمل عدواني محتمل، وضرورة إبلاغ الجهات الرسمية بأي عمل مشبوه مهما كان شكله بريء، وترك عملية تقدير خطورته للجهات المختصة، فكلنا يرى ماذا يحصل في الدول التي تقف مع فلسطين من اختلالات أمنية خلال هذه الفترة.
الأمر الآخر هو في ضرورة مواصلة العمل التوعوي لمواجهة العدوان الأمريكي والإسرائيلي على فلسطين، وبالطبع فهذا عمل مهم وحيوي لضمان انخراط أكبر عدد ممكن من الناس في قضية فلسطين لضمان نجاح هذا العمل. هذا العمل مرتبط بثلاثة محاور، الأول هو توضيح مدى المضلومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من خلال نشر الحقائق والجرائم بكل الوسائل المتاحة. أما المحور الثاني فهو مواجهة الأكاذيب وتفنيد الشائعات وتوضيح خطورة التقاعس والخذلان. أما المحور الثالث فهو مواصلة التحشيد والدعوة لوحدة الموقف والأنخراط في أي عمل لنصرة فلسطين، وهنا نؤكد على ضرورة تمثيل القدوة الحسنة، فلا موعظة إلا من متعظ.
النقطة الثالثة تتمثل في إدراك أهمية العمل الذي نقوم به و”النفس الطويل”، فلا تكل ولا تمل ولا تتعجل النتائج، ولتدرك أنك بهذا العمل تتفادى سخط الله وعقوبته أولا، وأن عدم قيامنا به سيؤدي لنتائج سلبية خطيرة، كما أننا لا يجب أن نشعر بالضعف مادمنا مؤمنين بأننا على الحق مهما كان الباطل يبدو واثقا من نفسه، فالحق يزهق الباطل مهما طال الزمن، ودفع الناس لأتخاذ موقف الحق صعب ولكن نتائجة غالبا تكون مذهلة للجميع، فمن يحظى بمعية الله لابد وأن ينتصر.
الإيمان الثابت والتحرك الجماعي الواعي في ظل وجود قيادة شجاعة ناجحة، ثلاث ركائز لنجاح أي عمل ثوري، وصدقوني يكفي أننا لسنا الطرف المخذول الساكت التائه الذي يقف فيه الأراذل والعملاء والمهزومين، والذين لم يستطيعوا أن يكون لهم حتى موقف مشرف كما فعل آخرون في بلدان أخرى وبعيدة! مرحبا بكم في محور فلسطين، محور أولي البأس الثائرين، محور الصادقين الشامخين، محور القصاص لأطفال ونساء وشيوخ فلسطين، محور المرابطين الثابتين، محور الغالبين المنتصرين.. والله معنا.