أمريكا صورةٌ مزّقتها غزةُ وستحرقُها اليمن
أمريكا صورةٌ مزّقتها غزةُ وستحرقُها اليمن
دينا الرميمة
إب نيوز ٦ رجب
منذ اندلاع الحرب الصهيونية على غزة وَالتي تجاوز عمرها المِئة يوم بدعم أمريكي ثمة مغالطات تمارسها أمريكا على الرأي العام حتى لا تتشوه صورتها التي لطالما حاولت أن تغرسها في أدمغة العالم المنبهر بحضارتها وَبدولة الديمقراطية والحرية والقانون على إثر دعمها للكيان الصهيوني، بيد أن غزة كانت شاهدة على زيف الحضارة الأمريكية وكشفت القناع عن وجه أمريكا النازي وَالصهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم!! وأن بين ما تقوله أمريكا وَما تفعله ألف هُوة وَهوة!
ففي حين تدَّعي أمريكا عدمَ قبولها بالقتل للمدنيين في غزة ورفضها لحرب الإبادة والتهجير وَتبدي مخاوفَها من توسع نطاق الحرب إلى حرب إقليمية.
كانت أمريكا قد جعلت من نفسها السند والمدد للصهاينة في حربهم على غزة، ابتداء من تبينها للسردية الصهيونية حول يوم السابع من أُكتوبر بوصفه بمذبحة الناجين من النازية، إلى تبريرها لكل تلك المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة بالدفاع عن النفس، ونفيها أن تكون إسرائيل تتعمد قتل المدنيين على الرغم من عددهم الذي تجاوز المِئة ألف بين شهيد وجريح ومفقود، لأمريكا يد في قتلهم بدعمها العسكري والمعنوي وبالفيتو الذي تطعن به أي مشروع على طاولات مجلس الأمن يتبنى إنهاء الحرب والحصار على غزة! وُصُـولاً إلى استنفارها الكبير نحو البحر الأحمر لإبطال مفعول سلاح الحصار اليمني الموجه ضد الكيان الصهيوني المرتبط بإنهاء الحرب والحصار على غزة!
تحت مزاعم حماية الملاحة البحرية في المياه اليمنية جمعت أمريكا تحالفاً هي تعلم ويعلم الجميع أنه سيؤدي إلى إذكاء الحرب وتوسيع دائرتها إلى حرب إقليمية تقول أمريكا إنها لا تريدها!! وبتنفيذها ضربات عسكرية على اليمن تكون بذلك هي من تضر الملاحة البحرية التي تؤكّـد اليمن أنها آمنة أمام جميع السفن ما عدا السفن التابعة للكيان الصهيوني أَو المتوجّـهة إليه.
تحاول أمريكا أن تثبت أن هذه الضربات تأتي في سياق كف أذى الحوثيين على الملاحة البحرية عبر إضعاف قدراتهم، إلا أن اليمن اعتبرت هذه الضربات بمثابة حرب عليها، تأتي امتدادًا لحرب غزة وَاستكمالاً للحرب التي تخوضُها منذ تسع سنوات مع دول الجوار التي اعتدت عليها نيابةً عن أمريكا، خرجت منها اليمن منتصرة وقوية إلى الحد الذي أصبحت اليوم تتحدى أمريكا وتقف في وجه الكيان الصهيوني إسناداً لغزة وَفلسطين، وَلو لم تكن اليمن واثقة من قدراتها على خوض هذه المواجهة ما كانت لتعرض نفسها لِـهكذا تَحَــدٍّ!
ومع أن أمريكا تحاول تبرئة نفسها من تهمة العدوان على اليمن وتتملص من الهزيمة التي مُنِيَت بها وحلفائها على أيدي اليمنيين وتصم آذانها عن سماع صوت اليمنيين المردّد اسم أمريكا كعدو أول في العدوان عليهم وهم الذين لطالما تمنوا أن تكون حربهم مع أمريكا وجهاً لوجه، خَاصَّة وقد خبروا جيِّدًا سياسات أمريكا الاستعمارية للشعوب ومحاولتها تدمير كُـلّ من يقف بوجهها ويرفض تواجدها على بلده.
وهذا ما جعل أمريكا تحقد عليهم خَاصَّة بعد أن أنزلوها من على كرسي الحكم في اليمن، وفضحوا للعالم دعمها الممتد للكيان الصهيوني عدو اليمنيين اللدود!
إلَّا أن هذا التحالف الذي ترأسته أثبت للعالم تورطها بالعدوان على اليمن وعلى غزة وكشف أنها لا تزال تحاول بالقوة العودة لليمن والسيطرة على ممراتها المائية!!
غزة ليست وحيدة وَصنعاء لا تختلف عن غزة، ودماء اليمنيين ليست بأغلى من دماء شعب غزة هو ما يقوله اليمنيون الذين لم تستطع أمريكا تركيعهم خلال سنوات تسع، وبالتالي فَــإنَّ أي اعتداء على اليمن لن يمر دون عقاب ورد وَالقرار اليمني في إسناد غزة لن توقفه بارجات أمريكا وَبريطانيا، وإن من يقف بوجه موقف اليمن الداعم لغزة سيحرقه غضب اليمنيين على دم الغزاويين النافر من على أرضهم، وَكما وتمزقت صورة ديمقراطية أمريكا في غزة فَــإنَّ صواريخ اليمن وَبأس أبنائها وجغرافية أرضها كفيلة بسحق ما تبقى من صورتها وعلى الباغي تدور الدوائر.