عن أي أرهاب تتحدث يا جو؟!

عن أي أرهاب تتحدث يا جو؟!

إب نيوز ٦ رجب

 عبدالملك سام

“العمل الإرهابي يعني أي نشاط: (أ) ينطوي على فعل عنيف أو فعل يشكل خطرا على الحياة الإنسانية، أي أنه أنتهاك للقوانين الجنائية في الولايات المتحدة أو أي ولاية. (ب) يبدو المقصود منه: 1- تخويف أو إجبار السكان المدنيين. 2- التأثير على سياسة حكومة بالترهيب أو الإجبار. 3- التأثير في مسلك حكومة عن طريق الاغتيال أو الاختطاف”. [قانون الولايات المتحدة (أخبار الكونجرس والإدارة)، الكونجرس #98، دور الإنعقاد الثاني، 1984-19 أكتوبر، مجلد 2، فقرة 3077-، 98 STAT، رقم 2707 نشر شركة ويست، 1984].

وفق هذا التصنيف الذي نقلته بالنص، وحرفا حرفا، وبحسب ما أطلعت عليه من تعليقات لبعض الساسة في حينه، وما تلاه من تعليقات في نقاشات الأكاديميين الأمريكيين أنفسهم، فإن الولايات المتحدة وفق قانون الولايات المتحدة نفسها تعتبر دولة إرهابية، وتصنف كدولة مارقة عن القانون! وهذا الأمر وفق النص، قد شمل التعريف الأمريكي للإرهاب بكافة صورة، فعن أي أرهاب يتحدث (بايدن) وإدارته؟!

هذا لو أرادوا أن يتحدثوا بلغة القانون الأمريكي طبعا، أما لو أرادوا التحدث بلغة القانون الدولي فيكفي أن نبرز لهم قصة (نيكاراغوا) كواحدة من عشرات القصص التي تم إدانة الولايات المتحدة فيها عبر جميع المنظمات الدولية (المحكمة الجنائية الدولية، مجلس الأمن، الجمعية العمومية للأمم المتحدة)، ورغم هذا لم تمتثل فيها أمريكا ولا إسرائيل لأي قانون!

لذا لا تحدثونا أيها الإرهابيون عن الإرهاب، فأنتم قتلتم ملايين البشر حول العالم، وسجلكم الأسود مليء بالجرائم التي لم تدفعوا ثمنها حتى اليوم، بل يكفي أنكم الدولة الأولى والوحيدة التي أستخدمت القنبلة الذرية فعلا، وأكثر دولة خرقت القانون الدولي ومارست الأرهاب بجميع انواعه ضد الدول الأخرى، بل ومارست التمييز ضد مواطنيها، ونفذت الإنقلابات ودعمت ومولت الحركات الإرهابية حول العالم، واليوم يأتي هذا النظام المارق ليحاضرنا عن الإرهاب!!

هل هناك من يخاف من هذا التصنيف؟! بالنسبة لنا فقد طفح الكيل، وقرارنا أن فلسطين محتلة وفق كل القوانين والأعراف احتلال غير إنساني ولا قانوني، وما حدث ويحدث مؤخرا من عدوان إسرائيلي لا يمكن السكوت عنه، وهو جريمة يجب أن تتوقف، وبإمكانهم أن يجمدوا أرصدتنا – إن وجدت – في الخارج، وأن يحظروا سفرنا – إن طلبنا ذلك – لبلادهم، ولكن المؤكد والأكيد أننا لن نسمح لسفنهم المتوجهة إلى الكيان الإسرائيلي أن تمر عبر مياهنا الإقليمية لأنه كيان إحتلال ومعتدي وفق قوانيننهم وقوانيننا!

أما بعيدا عن لغة القانون، فهناك لغة القوة التي تستمد من الحق الإنساني وإرادة الشعوب في الحرية، فبكل المقاييس والأعتبارات هم سيخسرون، وفلسطين ستتحرر يقينا بعد أن قررت الشعوب أن تتحرك بعيدا عن الأنظمة العميلة المطبعة.. بات الأمر قريبا جدا، بل أقرب مما يتصوروا هم، وأي تحركات سيقومون بها للجم هذا التحرك سيؤدي إلى مزيد من التورط والخسارة لهذه الدول المارقة، وكلما طال أمد عدوانهم كلما كان هذا يؤدي إلى تقليل عمر كيانهم الغاصب.. ومن كذب جرب.

You might also like