دراما العدل الدولية أم واقعية المقاومة
دراما العدل الدولية أم واقعية المقاومة
إب نيوز ١٥ رجب
بقلم هاشم أحمد شرف الدين
🔸️أصدرت محكمة “العدل” الدولية حكماً أولياً في القضية المرفوعة من جنوب أفريقيا، والمتهمة فيه إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.
🔸️إن القول بأن الحكم ترك الكثيرين في حيرة من أمرهم سيكون بخسا، فقد فشلت المحكمة في الاستجابة للمطالبة بوقف “فوري” لإطلاق النار على غزة.
🔸️فبينما كان يأمل البعض في التوصل إلى قرار حازم بذلك، يبدو أن المحكمة فضّلت اتخاذ نهجٍ استعباطي إلى حد ما، يجعلنا نتساءل عمّا إذا كان قضاتها قد فاتتهم المذكرة المتعلقة بإلحاح الوضع.
🔸️فبدلاً من معالجة الحاجة الفورية لوقف إطلاق النار، قررت محكمة العدل الدولية التركيز على الجوانب الفنية القانونية وتجنب أهم مطلب في القضية المطروحة. يبدو أن مفهوم “العدالة” لا يشمل وضع حد لسفك الدماء التي ابتلي بها أهل غزة.
🔸️كان البعض قد توقع بعض الإجراءات السريعة، ولكن حصلوا على روتين قانوني. مما جعلهم يتساءلون عمّا إذا كان قضاة المحكمة يفهمون خطورة الوضع في غزة.
🔸️ففي هذه الأثناء، لا تزال غزة تعاني، وأهلها في مرمى نيران لا تهدأ، ويواجهون بالحصار صعوبات لا يمكن تصورها، وكل ما يريدونه هو لحظة راحة من أهوال الحرب.
🔸️يشبه الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية طلب فرقة إطفاء لإخماد جحيم مشتعل، فتستجيب بمحاضرة حول قواعد السلامة من الحرائق.
شكرا على النصائح، لكن من فضلكِ، هل يمكننا الحصول على بعض الماء لإخماد الحريق؟
🔸️والآن، لا تفهموني خطأ، فأنا أحترم أهمية الإجراءات القانونية الواجبة وتعقيدات القانون الدولي.
ولكن عندما تكون حياة الناس على المحك،
فلا شك أن على من عوّلوا على المحكمة
أن يتناسوا دراما المحكمة
ويقتنعوا بأن إنقاذ الموقف لن يكون إلا باستمرار عمليات قوات محور المقاومة المسلحة للانقضاض على الإرهاب الإسرائيلي.
فبهذا فقط تأخذ العدالة الحقيقية مجراها ومركز الصدارة وتكون سلامة الأرواح البريئة على رأس الأولويات.