مسرحية ولو طالت !!
مسرحية ولو طالت !!
إب نيوز ٢٩ رجب
عبدالملك سام
نحن عندما نخرج تضامنا مع فلسطين في مسيرات ووقفات، وعندما نقاطع المنتجات التي تدعم كيان العدو، وعندما نشترك في دورات عسكرية لنكون على أهبة الأستعداد للأشتراك في أي معركة لتحرير فلسطين والقدس، وحين ندعم بالمال حملات دعم فلسطين مادياً، وحين نصرخ بالشعار ونحن نتحرك تضامنا مع فلسطين، وحين نربي أولادنا ونحرض إخواننا على معاداة إسرائيل.. كل هذا بنظر المرتزقة مجرد مسرحية!!
أنها أكبر مسرحية في التاريخ من حيث عدد المشاركين والتكاليف وحجم المسرح الذي يغطي معظم أجزاء اليمن! حسناً.. وما الهدف من هذه المسرحية؟! هل يظن هؤلاء أن جهاد شعبنا اليمني وتعبه وعطاءه مجرد تمثيلية لكي نقنع أشخاصاً تافهين مثلهم لينضموا لنا؟! لقد وصل بهم الظلال لأحط مستوى حتى يعتقدوا أن الكون يدور حولهم، في حين أنهم أتفه من أن يحسب لهم أحد أي حساب!! حتى من يعملون لحسابهم من أنظمة الخيانة والعمالة لا تقيم لهم وزناً بعد أن وجدت أنهم أرخص مرتزقة على كوكب الأرض، فلماذا سنحفل نحن بأن نضم لصفوفنا أشخاصاً فاشلين ومنحطين لهذه الدرجة؟!
ولنفترض أن ملايين اليمنيين مجرد أغبياء، وبأن هؤلاء المرتزقة – بتفاهتهم – لديهم وجهة نظر، رغم أن لا أحد يكترث بها، فماذ فعلوا هم لأجل فلسطين ولو “تمثيل” أمام الآخرين؟ حتى تلك الأنظمة العميلة التي يدينون لها بالعبودية، ماذا فعلت؟ وما هو واقعها أمام ما يجري؟ أليست أنظمة “مطبعة” مع كيان العدو الإسرائيلي؟! وهي التي تدعم إسرائيل في السر والعلن؟ وهي من تحاصر الشعب الفلسطيني، وتعادي كل من يقف مع أهل غزة، ولم يكن لها أي موقف ولو “تمثيل” سوى مواقف الخزي والعار!!
المسألة هي: “عنزة ولو طارت”، ومسرحية ولو طالت ودفعنا ثمنا باهضا لها من دمائنا!، وهم مغتاضون من الموقف الحر والمشرف لشعبنا ولشعوب العالم التي وقفت مع الشعب الفلسطيني المظلوم، ومنزعجون من إكبار وتقدير العالم لموقف الشعب اليمني الشريف المحق في دعم شعب فلسطين، ومقهورون من أحترام العالم للشعب اليمني، بينما هم ومن يعملون في خدمتهم مذمومين مدحورين مكروهين محتقرين.. فهل كان هذا كافياً لهم لينتهوا ويعدلوا موقفهم؟ بالطبع لا!!
أنا لن اتكلم عن أسباب عدم توفيقهم للعودة إلى جادة الصواب، فالأمر أصبح مثل اللعنة، وهم ليسو بخارجين منها إلا بمعجزة.. لكن يبقى لنا أن نفهم أن موقفهم هذا هو تعبير عن صوابية موقفنا؛ فالمنافقين مرآة تعكس مدى فاعلية عملنا ومدى تأثيره، فلا يجب أن يزعجنا هذا الأمر بقدر ما يجعلنا نتحرك أكثر لكسر شوكة المجرمين وأعوانهم، فهم يتحركون بدافع الطمع مهما كان الثمن، بينما نحن نتحرك بدافع الإيمان والرجاء.. بدافع الإيمان بالله وبالحق والخير، وبدافع الرجاء بألا يخذلنا الله مثلما خذل المنافقين عندما خذلوا الحق فضاعوا وخسروا، والنصر قريب بأذن الله.