قصيدة جديدة للشاعر الكبير معاذ الجنيد بعنوان ” تخبط أمريكا “
إب نيوز ٣٠ رجب
الشاعر / معاذ الجنيد
تخبُّطُ أمريكا..
تبارَكَ من أسرى بنا بعدما اختصَّا
من (المسجد الهادي) إلى (المسجد الأقصى)
لكي يُريَ الأنصارَ آيةَ نصرهِ
ويُنجِزَ فيهم وعدَهُ مثلما قصَّا
ويُورِثَنا الرحمنُ مشرقَ أرضهِ
ومغرِبِها، والأرضُ ينقُصها نقصا
ويبدو بأنَّا الآن صرنا أئمةً
فيا أرضُ نحن الوارثون كما نصَّا
ثبتنا بهدي الله وهو الذي هدى
وسرنا كما البنيان وهو الذي رصَّا
أرانا من الآياتِ ما لم يكن لنا
ببالٍ وبـ(ابن البدر) عن غيرنا خصَّا
ومنذُ (الحسين البدر) أهَّلَ شعبَنا
وهل فادَ إلا نهجُهُ ساعةَ العوصا
إذا صاح في أرضٍ من الظلم مسلمٌ
ونحن بأقصى الأرض جئناهُ من أقصى
أتى من يُعيدُ المسلمين لمجدهم
أتاكُم (أبو جبريل) يعفِصكُم عفصا
يواجهُ بالله الطواغيت جُملةً
ويحشرُ أمريكا بزاويةٍ حوصا
وفي قادمِ الأيامِ تعطون جزيةً
ولن تسلبوا من أُذنِ مسلمةٍ خُرصا
لهُ الحمدُ ربُّ البرِّ والبحر والفضا
ألانَ لنا سبحانهُ كلَّ ما استعصى
ملاحةُ إسرائيل كالقتلِ حُرِّمت
منعنا عليها البحرَ والصيدَ والغوصا
وإنَّا لأسيادٌ وهذا قرارُنا
ومن جاء كي يُنهيْ الحصارَ بهِ غُصَّا
وتدفعُ أمريكا خفافيشَ حلفها
لتُنقذَ إسرائيلَ منا وتمتصَّا
وتعلمُ لن تقوى علينا فألَّبت
بريطانيا.. واللِصُّ يستنجدُ اللِصَّا
فُرادى، جماعاتٍ، هلُمُّوا فبحرُنا
شغوفٌ بكُم للفُلكِ من شوقهِ (لصَّى)
سئمنا من الأذنابِ حرباً، تفضلّوا
بأنفسكُم فالعينُ ترقبُكُم ربصا
يقولون أمريكا أتتكُم بكلّها
أتت قشّةً في قبضةِ الريحِ والإعصا…
أتتنا ويدري الله عن حالها فما
أخافت أبا حفصٍ ولا أرهبت حفصا
فكم ضخَّمت للناس من جبروتها
وفي يمن الإيمانِ طغيانُها التَصَّا
بتهديدنا صجّت وضجّت وعندما
ضربنا عليها أدبرت تدَّعي المغصا
تعالي إلى أين المفرُّ فشعبُنا
بحربِكِ مسرورٌ، ومن كذَّبَ استقصى
تعالي بهم جمعاً ستلقين جيشنا
طبيباً بتركيعِ الطواغيت مُختصَّا
وليتك ورَّطتِ (السويدَ) فعندها
لنا ثأرُ قرآنٍ عظيمٍ لنقتصَّا
وبحرٌ دمُ الصماد يحرسُ أمنهُ
سيُدخلكم والله في عيشةٍ نغصا
تخبُّطُ أمريكا تشظّى فأصبحت
دفاعاتُها مخبوصةً مثلها خبصا
أتت تقصفُ المقصوفَ حيرى كأنّها
تُمارسُ في غاراتها اللصقَ والقصَّا
وما نحنُ إلا موتُها وإن احتمت
بكل الورى والموتُ إن جاء لا يُعصى
نُقارِنُها بالواحد الحيّ لا بنا
فتصغُرُ حتى لم تعُد رقماً يُحصى
نراها كفِصِّ الملحِ في الماءِ، إنّما
صواريخنا في القصفِ لا تُخطئُ الفِصَّا
تُحاولُ إفلاساً وعجزاً وحيرةً
لموقفنا أن تنسبَ العيبَ والنُقصا
وإنَّا وأيمُ الله أهلُ مروءةٍ
مواقفُنا لله خالصةٌ خلصا
أتظفرُ إسرائيلُ أمناً بقُوتِها
وغزتُنا من جوعها تأكُلُ الجَصَّا
لغزَّةَ أرخصنا نفوساً نفيسةً
لغير سبيل الله لا تقبلُ الرُخصا
ونرجو وننسى ما بنا من خصاصةٍ
مع شعبها المظلومِ نقتسمَ القُرصا
نُحاولُ للغاراتِ مَدَّ رؤوسنا
لنصرِفَها عنهم بهاماتِنا حرصا
فغزَّةُ منا.. أهلُ غزَّةَ أهلُنا
ولسنا نرى للصمتِ عذراً ولا رُخصا
تُدمِّرُ إسرائيلُ شعباً بأسرهِ
وتحترفُ التجويعَ والقتلَ والإقصا
تُغيثُ ضحايا القصفِ بالقصفِ خِسَّةً
إلى كل مستشفى ومأوى ومُستوصا…
تفُكُّ على الجرحى سُعارَ كلابها
فتقتلُهم نهشاً وتقتلُهُم قعصا
تُحاول تحقيقَ انتصارٍ بجُرمها
فلا نصرُها أومى ولا أملٌ بَصَّا
تُذبِّحُ أطفالاً نساءً.. وإن نجا
الأجنّةُ في الأرحامِ تلحقُهم قنصا
ولم ترَ أمريكا إلى الآن شاهداً
يؤكِّدُ فعلاً أنها قتلت شخصا
نفاقٌ حضاريٌّ قبيحٌ وعالمٌ
يرى الحقَّ، لكن يتبعُ الظنَّ والخَرصا
وإن ثمَّ تصويتٌ لإيقافِ حربها
برفعِ يدِ الشيطانِ سرعان ما يُخصى
وأنظمةُ المليارِ والنصفِ مسلمٍ
تُطمئنُ إسرائيلَ مُصدرةً نَصَّا
وأين بنو الإسلامِ مما بغزّةٍ؟
لقد محَصَت أنصارَها غزّةٌ مَحصا
تباكوا قليلاً ثُمَّ ملُّوا ليكتفوا
بكل مساءٍ أن يروا آخرَ الإحصا…
ضمائرُ أهلِ الأرضِ ماتت وليتهُم
بها التحقوا، والمرءُ بالموتِ قد يُوصى
فلو أُمّةُ الإسلامِ تفحصُ دينها
لأطلَعها مُرتدَّةً لو نوَت فحصا
فلولا رجالٌ مؤمنون بغزَّةٍ
لأنهى عُرى الإسلامِ صهيونُ وافتصَّا
رجالٌ لهُم في جنةِ الخلدِ أسهُمٌ
فمن حين باعوا واشترى أغلقوا (البورصا)
أيا صبر لولا صبرُ أبناءِ غزّةٍ
لمُتنا ولم نعرف من اسمك غير الصَّا
جراحاتُهم ما فارقتنا للحظةٍ
شفاهُهمُ العطشى، بطونهُمُ الخمصا
كفى أيها الأعرابُ فُكّوا لشعبنا
طريقاً وأنتُم واصلوا اللهوَ والرقصا
سنعبرُ شئتم أم أبيتم لقُدسنا
فهذي وعودُ الله لا تعرفُ النكصا
سندخُلُ شئتُم أم أبيتُم لغزّةٍ
وإن لم يكن زحفاً سندخلها غوصا
قضيتُنا الأولى فلسطين لم تزل
ومن مات منا أو ترقّى بها وصّى
فلسطينُ أنستنا الخلافاتِ كلها
ووحّدت الشعبَ اليمانيَّ فارتصَّا
سيسري بنا المُسري قديماً بعبدهِ
من (المسجد الهادي) إلى (المسجد الأقصى)
#معاذ_الجنيد