ماذا أثبته الصماد بعد رحيله؟
ماذا أثبته الصماد بعد رحيله؟
إب نيوز ٥ شعبان
عبدالملك سام
كم كانوا أغبياء عندما أعتقدوا أن أغتيال الرئيس الصماد سيكون إنجازا، وأن هذا الفعل سيؤدي إلى إنهيار الروح المعنوية للشعب اليمني، وإذا بهم يتفاجئون بأن ثورة الشعب أزدات أواراً، وألتف الناس أكثر حول قيادة ثورثهم بعد أن اثبتوا للناس بأن اليمنيين لا يأنفون عن تقديم التضحيات الكبيرة حتى على مستوى قادتهم..
عندما نفذوا جريمتهم وقتلوا الصماد الطيب الذي احبه كل يمني، فقد أثبتوا لكل يمني أن مشروعهم يقف ضد الأحرار والحرية، وأنهم لا يريدون أشخاصا شرفاء يتحملون المسئولية، بل يريدون لصوصاً يعينونهم على نهب ثروات اليمن على شاكلة حكومة الفنادق الذين لا يختلفون عن أي خرقة بالية تلمع بها حذائك، مؤكدين ما قاله منظرهم هرتزل بأن: “الإخلاص والنبل والأمانة تصير رذائل في السياسة”، فلا يمكن لهم أن يتعايشوا مع الشرف والشرفاء، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت عندما واجهوا خصماً شريفاً.
عندما أغتالوا (أبا الفضل) أثبتوا أن الخطر الذي يشكلونه يستهدف إستقلال وبقاء اليمن، وأنهم لا يتورعون عن أرتكاب أي جريمة لتحقيق مآربهم، وأنهم بلا عهد ولا ذمة ولا شرف، وأنهم مجرد مجرمين جبناء لو أمكنهم أن يستعينوا بأبليس لفعلوا، وهم بفعلتهم هذه أثبتوا لنا أكثر كم يحقدون على كل يمني.
عندما فعلوا ما فعلوه بالشهيد الصماد أثبتوا لنا أهمية مشروع الشهادة، فباستشهاد الصماد رأى اليمنيون نموذجاً راقياً لتحمل المسئولية مهما كان الثمن، بل أن الناس أرتبطوا بالرئيس الصماد أكثر بعد أستشهاده، وأكثر مع مرور الأيام، وبدأوا يقرأون ماذا قال وماذا فعل وماذا يمثل مشروعه الوطني من خطر على مشروع الإحتلال الذي يروج له الأعداء.
بعد إستشهاد الصماد أنشغل اليمنيون بتطوير قدراتهم، وأنخفضت قدرات العدو.. أستطعنا أن نطور سلاحاً أسقط الطائرات التي كانت تغتال اليمنيين وأغتالت الصماد ايضاً، وازداد تماسك البيت اليمني بعد سقوط الخونة، واستطعنا أن نطور أسلحتنا لدرجة أذهلت الصديق قبل العدو، ووصلت قوة ضرباتنا إلى مدايات لم تصل لها من قبل، وأتحد اليمنيون أكثر، وتحررت مناطق أكثر، وأذل الله العدو ومرتزقته أكثر.
يقول نيرودا: “القبر الحقيقي ليس في الأرض، بل في القلوب”، والصماد لم يمت لأنه يعيش في قلوبنا، ومن خلال مشروعه (يد تبني ويد تحمي) المستمر بإذن الله سبحانه، وضعنا أقدامنا بثبات على أول درجات البناء والتطوير، وصولاً لإنجاز صار نموذجاً لكل الشعوب التواقة للحرية.. الشهيد الرئيس صالح علي الصماد كان مواطناً يمنياً حراً، فصار بعد أغتياله مشروع تحرير وأستقلال يبدأ في اليمن ولن ينتهي بتحرير فلسطين بأذن الله، وللثأر بقية.