لا تخذل الحق فتخذل!
لا تخذل الحق فتخذل!
إب نيوز ١٣ شعبان
عبدالملك سام
نحدثهم عن فلسطين وغزة، فيحدثونا عن الشيعة والسنة! نحدثهم عن أهمية المقاطعة الإقتصادية، فيحدثونا عن “جودة” صناعة الصهاينة والشركات الداعمة لهم! نحدثهم عن المجازر التي تحدث ليل نهار في فلسطين، فيحدثونا عن مهرجان الرياض الترفيهي! نحدثهم عن عمليات المقاومة، فيحدثونا عن دوري أبطال أوروبا!
سعر كيس الدقيق وصل إلى ألف دولار في قطاع غزة، والناس هناك أكلوا الأعلاف والأشجار. وآثار (التفرج) وصلت إلى بعض الدول العربية والأجنبية في صورة أزمات إقتصادية، ولكن يظل التخبط هو السمة الرئيسية للمواطن العربي الذي بات لا يعرف ماذا يفعل، برغم أن هناك دول وشعوب وحكومات أجنبية عرفت كيف تتحرك دون خوف، بينما الدول العربية مكبلة بالخوف من أنظمتها، والانظمة العربية غارقة في الخيانة والتواطؤ!
إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم اليوم، وأهل غزة يشعرون بالغبن الشديد؛ فمن يحاصرهم هم من أبناء جلدتهم عرب مثلهم، وتحركات الشعوب العربية ليست في مستوى المسئولية، بل وليست في أي مستوى! وقد ذكرني هذا عندما تعرضنا للعدوان الأمريكي السعودي في بدايته، ولولا وجود القيادة الواعية لكان حالنا مختلفاً. ولكن موقف أهل فلسطين الداعم لخيار أستمرار المقاومة والصمود يؤكد أن العدوان سينتهي مهما حدث.
من يتسائل ماذا يستطيع أن يفعل، نقول له في البداية أن يتحرك من أجل نفسه حتى لا يستحق غضب الله.. أخرج في مظاهرات منددة بهذا الظلم ولن يصيبك شيء طالما وأنت تثق بالله، وإن لم تستطع بسبب الخوف من المجرمين فتحرك في وسائل التواصل وحرض الآخرين.. قاطع منتجات اليهود ومن يدعمهم حتى وإن كنت تعتقد أن هذا عمل بلا طائل، فقد أثبتت الأحداث أن المقاطعة سلاح فعال ومؤثر، وليس هناك ما لا يمكنك الأستغناء عنه، وعلى الأقل فكر بألا تدفع من جيبك ثمن السلاح الذي يعتدون به على إخوانك في فلسطين.
تستطيع أن تدعم المقاومة بالمال والكلمة، وبالتأكيد ستجد من يثبط ويشكك في هذا النشاط، فلا تقلق ولا تتوقف؛ فالمثبط والمنافق مرآة لفاعلية عملك، والجبناء والخونة أكثر مما تظن.. تستطيع أيضاً أن تعد نفسك قتالياً ولو من باب أن تؤهل نفسك لحماية نفسك وأسرتك من خطر قائم قادم لا محالة؛ فاليهود لم يخفوا نواياهم السيئة نحو أي عربي، وهنا في اليمن نموذج واقعي لأهمية الإعداد، وقد وصل الإعداد لدرجة بات فيه غالبية الشعب ينتظرون أن يلتقوا بالعدو وجهاً لوجه، بل ويتمنون ذلك..
ما يحدث في فلسطين ظلم كبير، وعبر التاريخ وجدت مظالم وظالمين، ولكن كلها أنتهت بالصبر والتحرك الواعي، ولم يكن النصر مطلقاً حليف الساكتين والخانعين كما تروج له معظم الأنظمة العربية المتواطئة الواطية، بل العار والخسارة.. تحرك فتنجو، وأسكت فتخذل وتعاني وتخسر وتندم. هذا هو الدرس الذي يجب أن نعيه كلنا، والأهم من ذلك أن يفكر الواحد منا بنجاته يوم الحساب، فكلنا مسؤولون عن مواقفنا وتصرفاتنا ولو على المستوى الشخصي، وما النصر إلا من عند الله وحده.