حكام العرب 2024..

حكام العرب 2024..

إب نيوز ٢٢ شعبان

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.

هل تعرفون ما هي مشكلة هذا الجيل من حكام العرب..؟

أن البعض منهم قد تربى وترعرع ونشأ في بلاد الغرب، والبعض الآخر قد تربى وترعرع ونشأ على أيدي مربياتٍ ومعلماتٍ أجنبية..!

هل تعلمون ماذا يعني أن يتربى الإنسان وينشأ في بيئة غير بيئته، بيئه غريبة ومختلفة كلياً عن بيئته، وفي أوساط مجتمعاتٍ غير مجتمعه..؟

يعني أنه يتشرب ثقافةً أخرى غير ثقافتة، ثقافة وهوية وعادات وقيم هذه المجتمعات والشعوب التي تربى وترعرع ونشأ في أوساطها، ثم بعد ذلك يأتي يريد أن يتمثل بها ويجسدها في مجتمعه وبيئته مزدرياً في الوقت نفسه ثقافته الأصلية..

وهذا بالضبط ما حصل مع هذا الجيل من حكام العرب للأسف الشديد..!

تربوا ونشأوا في بيئاتٍ ومجتمعاتٍ غربيةٍ غير محافظة، ومنحلةٍ أخلاقياً، ومتفككة اجتماعياً، وخاليةٍ كلياً من كل أدبيات ومعاني الغيرة والنخوة والإعتزاز بالنفس والأهل والأنساب و…، فتشربوا بذلك هذه الثقافة الغربية التي تشكلت معها شخصياتهم، وتأطرت بها صفاتهم وخصالهم..

لذلك، لا غرابة إن وجدتهم اليوم يبدون غير مكترثين أو معنيين بما يحدث في غزة من جرائم قتل وإبادة وحصارٍ شاملٍ وخانقٍ وتجويع متعمد و..

لا غرابة إن وجدتهم يتآمرون مع العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني ويتبادلون معهم أنخاب جرائمهم في غزة وفلسطين..

ذلك أنهم لم يكونوا قد حملوا من صفات وقيم ومبادئ الإنسان العربي الأصيل شيئا،

الإنسان العربي الذي لا يبالي في أن يضحي بنفسه وماله وسلطانه في سبيل أن ينجد ملهوفاً أو ينصر مظلوما..

لم يحملوا هذه الصفات طبعاً بفعل التربية والتنشئة الغربية والغير عربية التي تربوا ونشأوا عليها كما أسلفنا..

وحده فقط السيد عبدالملك الحوثي من تربى وترعرع ونشأ في بيئته اليمانية العربية الأصيلة، فتشرب ثقافتها، وارتوى من أصالتها وعاداتها وتقاليدها السليمة والمحافظة..

لذلك، لا غرابه إن رأيناه اليوم، على قلة الإمكانات وشحة الموارد وقسوة الظروف، ينتفض انتصاراً وفزعةً لغزة وفلسطين، ولا يبالي..

ذلك أنه قد حمل من الصفات الإيمانية والقيم والمبادئ والأخلاق العربية والإسلامية النبيلة ما أهلته لأن يتصرف بما يمليه عليه دينه وهويته الإيمانية اليمانية وعروبته الحقيقية..

من هنا ندرك فعلاً كيف أن البيئة تلعب دوراً مهماً في التأثير على ثقافة وانتماء وشخصية الإنسان سلباً أو إيجاباً، حاكماً أو محكوماً، وبصورة تجعلنا مطالبين اليوم كعرب وكمسلمين بإعادة النظر في كثير من العادات والممارسات الدخيلة على أوطاننا والمتسللة إلى أعماق أعماق مجتمعاتنا..

والإنسان، في الأخير، ابن بيئته، أو كما يقولون..

#معركة_القواصم

You might also like