أربعون.. ثلاثون.. عشرون!
إب نيوز ٢٤ شعبان
عبدالملك سام
من قال بأن “نظرية التطور” لداروين كلها محض هراء؟! عن نفسي كنت أشكك في صحتها من قبل، ولكني مؤخراً وجدت مصاديقاً لهذه النظرية في بلادنا العربية! هناك كائنات غير مكتملة التطور تعيش بيننا، بعضها ليس له لسان، وبعضها بدون رأس، وأخرى لها ذيل! والغريب أنهم يعيشون بيننا ويظنون أنهم كائنات بشرية مثلنا!..
%40 .. هناك صاحب الحضرة الذي لم يتحرك ولم يقاطع ولم يتكلم حتى اليوم! بعد خمسة أشهر من المجازر والحصار في غزة، وصاحبنا في حالة صمت مريبة! فهلا تتفضل علينا – يا صاحب السعادة – ببعض وقتك الثمين لتشرح لنا الأسباب؟! صمتك يعذبنا يا مولانا، ونحن – مريديك التعساء – لا نعلم أين نصنفك.. أحياناً نتمنى أن نركل مؤخرتك المقدسة لعلنا ندفعك للتحرك، وأحيانا نشفق عليك ونقول لأنفسنا لعلك خجول جداً لا أكثر.. لا داعي للخجل فأنت ترى بأم عينك ما يحدث، ولا وقت لدينا، فتحرك لو سمحت.
%30.. النوع الآخر هو الكائن السافل الديوث المتواطئ مع إسرائيل بصمت، والذي لا يتكلم إلا متى ما أنتقد المقاومة أو طعن في أي شخص يقف ضد إسرائيل!.. لماذا لا تبتلع حبة رجولة، وتقول لنا بصوت عالي وواضح: “أنا مع إسرائيل، وضد فلسطين، وليكن ما يكون”، فأنت أكثر الأنواع شؤماً بموقف العهر المستتر الذي تتقمصه.. على الأقل قد يربطوك بصاروخ بالستي ويرسلوك على متنه لتلحق بأصحابك هناك؛ ولو أني أشك بأن الإسرائيليين لن يقبلوا بمن على شاكلتك كمواطن معهم، فهم يحتقروك فوق ما تتصور، ولكن هذا موقعك الذي قبلته على نفسك، مجرد كائن يهز ذيله ليرضي سيده اليهودي. فلماذا لا ترحل فتريح وترتاح؟!
%20.. النوع الثالث هو النوع الذي لديه رأس مثلنا، وجمجمة مثلنا، لكن مواقفه البلهاء تدل على أن رأسه فارغ تماماً، ولو أن حادث وقع له لتأكدنا عند فحصه من أن تجويف جمجمته لا يحتوي على شيء بتاتاً.. هذا النوع الذي يطلق عليه: (معاهم معاهم، وعليهم عليهم)!! تكلم معه عما تفعل إسرائيل فيلعن أبو جد الذي أتى بإسرائيل وباليهود، وفي نفس اللحظة يأتي شخص آخر لينتقد المقاومة فيتحمس بنفس الدرجة ويلعن “سنسفيل” أبو المقاومة! هذا الكائن – برأيي – لا حل له، فقط أدفنه وأرتاح، على الأقل سيكون له فائدة عندما يتحلل ويغذي التربة، ولو أني أشك أن هناك دودة تستطيع أن تهضم كل هذا الكم من الغباء!
هناك من سيقول ما لنا ولهؤلاء؟ المهم موقفنا نحن.. وهذا كلام صحيح لو كنا نتكلم عن عشرة أو عشرين أو حتى مليون مواطن عربي. لكن – الحقيقة المؤسفة – هؤلاء بالملايين في الوطن العربي, بل هم الأغلبية! شريحة تنامت وتربت على أيدي وسائل إعلام عبرية تتحدث باللغة العربية.. شريحة سلمت زمام عقولها لليهود، ووضعت ضمائرها في الثلاجة لأنها لا تريد أن تتحرك، ومشاهد الموت والدمار والمعاناة لم تستطيع أن تجعل من هؤلاء بشراً!.
عندما يتحدثون بأن العرب بالملايين، فهؤلاء هم الأكثرية التي تتسبب بأن تصور العرب على أنهم مجموعة من الجبناء والحمقى! فكيف يطلب منا أن نتجاهل هؤلاء وهم سبب العار الذي لحق بنا؟! بالطبع هناك الأنظمة العميلة التي يقع على عاتقها مسئولية معظم ما حدث ويحدث لنا من هزائم ونكبات، ولكن يظل جماعة الكنبة هم البيئة الأفضل لوجود وبقاء هؤلاء الخونة بيننا، ولو أن الساكتون تحركوا معنا ليوم واحد فقط لتغير الواقع برمته، وموقف الصمت على الجريمة ليس بريء مطلقاً، بل مشاركة في الجريمة، وهؤلاء مجرمون كالإسرائيلي والأمريكي تماماً.
%10.. لكن يبقى أهم درس تعلمناه من التاريخ، وهو أن الأقلية الباقية هي الفئة التي تتحرك وتغير وتنتصر، هي الفئة الصادقة المؤمنة الناجية، وهي التي يعول عليها ويبقى لها ذكر في الأولين والآخرين، وما دونها مجرد غثاء كغثاء السيل.. والله المستعان.