ما هي أفضل وجبة إفطار في رمضان؟
ما هي أفضل وجبة إفطار في رمضان؟
إب نيوز ٢٩ شعبان
عبدالملك سام
رمضان مبارك على جميع الأمة الإسلامية فيما عدا أهل فلسطين، وأهل غزة خصوصاً؛ فقد صام هؤلاء المساكين منذ خمسة أشهر، وبهذا أفادوا الأمة بأننا لن نسمع هراء كل عام عمن تقدم بيوم، أو من تأخر بيوم! فقد وحدنا أهل فلسطين هذا العام بتقديم الصيام خمسة أشهر، وفي أنتظار عيد فطرهم الذي لم يأتي بعد!
هناك سؤال يتردد من بعض ذوي الضمائر الحية في أمتنا، وهو: ترى هل سيتقبل الله منا صيام هذا العام ونحن نتفرج على أهلنا في فلسطين وهم يذبحون ويحاصرون؟! والجواب: {إنما يتقبل الله من المتقين}، وأعرف أن الكثيرين لن يعجبهم هذا الكلام، وهم أنفسهم من ينطلقون لتطبيق أمر الله سبحانه عندما قال: {كتب عليكم الصيام}، بينما ينفرون من ذات الأمر، وذات السورة، وذات الأله عندما يقول: {كتب عليكم القتال}!
أنا لست مفتياً، ولكني إنسان، وفي حياتي لم أشعر بهكذا مرارة عند قدوم شهر رمضان بسبب ما يحدث في فلسطين! ورمضان فيما يعنيه ويهدف إليه هو أن يعود المرء منا على الجهاد. فلماذا نريد أن نصوم لنعتاد على الجهاد إذا لم نكن ننوي أن نجاهد أصلاً؟!
طبعاً هناك من سيقول أنه على أستعداد لأن يجاهد ولكن هناك ما أو من يمنعه من الوصول إلى فلسطين! وهذا الكلام الذي نخدع أنفسنا به، ثم ننطلق لننسى ما يحدث في غزة وفلسطين، ونعيش حياتنا ونحن نغني بأن “الدنيا حلوة”، ونأكل ونشرب ونتكاثر ونحن لا نشعر بأي ذنب! بل والبعض – أو الأغلبية – منا ينشر في مواقع صوراً لبيته، أو أطفاله، أو لمائدته، أو ربما ينطلق أكثر لألقاء النكات دون خجل!!
لعل المانع خيراً، أو لعله شر! وما يمنع معظمنا – كما ندعي – لا يخرج عن شيئين: الأول هو العامل الجغرافي، وهنا يقول الله لنا في سورة التوبة: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة}، وأترك قراءة باقي الأية لكم حتى لا يكرهني البعض، وعملية الأعداد تتضمن تعلم القتال، وتوفير السلاح، والأعداد للرحلة، أو على الأقل تجهيز مقاتل بما يحتاج، أي تقديم الدعم الكافي لأهل فلسطين أو آخرين ليقاتلوا بالنيابة عنا إن كان لنا عذر!
أما المانع الآخر فهو الأنظمة التي لا أظن أن هناك من يختلف معي في أنها أنظمة عميلة مجرمة ظالمة، وهنا نجد أنفسنا أمام سؤال آخر: هل الخوف من هذه الأنظمة سيعذرنا عن تحمل مسئولياتنا أمام الله وأهل فلسطين؟! الأجابة معروفة، وإلا ما كان أعظم الجهاد (الذي نحن مكلفون به جميعاً) هو كلمة حق عند حاكم جائر وظالم!
فكيف بنا إذا لم نمتلك الجرأة للتظاهر أو التحدث عن هذه المظلومية بأي شكل، حتى ولو عبر منشورات في مواقع التواصل الإجتماعي، والمحزن فعلاً أن نجد بعض الناشطين الأجانب أكثر صدقاً وتفاعلاً مع قضية فلسطين منا، بينما نحن مشغولون بالتفاهة وسفاسف الأمور لأننا نخاف سخط حكام الجور هؤلاء أكثر من خوفنا من سخط الله!
أنا لا أقول بأني أفضل حالاً من أي أحد، ولكني فعلاً خائف.. أريد أن أنجو من سخط الله في هذا الشهر الكريم، وأريد أن يرتاح ضميري الذي يجلدني كلما رأيت ما يحدث لأهل فلسطين من جرائم لا تطيق حملها الجبال الرواسي!
دعونا نفكر كيف ننجو بأنفسنا؟ دعونا نفكر كيف يمكن أن نؤدي واجبنا نحو أهلنا في فلسطين؟ وكيف نمد لهم يد العون لأن هذا واجبنا الذي لا مناص منه؟ ثم بعد هذا فلنفكر بماذا نحب أن نفطر، وكيف سنقضي ليالي رمضان الجميلة؟!! ودمتم بخير.