صاحب السمو المصوراتي!
إب نيوز ٣ رمضان
عبدالملك سام
النظام الإماراتي أشترى قبل أعوام نظام “بيجاسوس” التجسسي من إسرائيل، وهذا الخبر لم يعد سراً لأن هناك مسؤولين إسرائيليين تحدثوا عنه في أطار عرض مجالات التعاون بين إسرائيل والنظام الإماراتي، ولولا تبجح الصهاينة لما ظهر هذا الأمر للعلن! أما الفضيحة الأكبر التي أدت لهذا الأكتشاف فحدثت في العام 2021م عندما تم أكتشاف أن (مبز) قام بالتجسس على أكبر حلفاءه (مبس)، الأمر الذي أدى لتوتر العلاقات بين الإمارات والسعودية.
حدثت أيضاً بعض المماحكات بين مسؤولين إماراتيين وبعض المرتزقة، فقام الإماراتيين بتهديد مرتزقتهم بنشر صور ومقاطع مخلة لهؤلاء المرتزقة، حتى مع نسائهم! كان الميدان الأبرز لهذه الصور والمقاطع في الفنادق الإماراتية بمختلف أنواعها، وحتى لو كانت غرفة (6×4) ففيها ما لا يقل عن 7 كاميرات UHD قادرة على تصوير كل شيء بالتفصيل حتى لو كان رقم التصنيع بينما أنت تمارس حقك الإنساني بالتبرز مثلاً وأنت مستمتع ولا تعلم أنه في نفس الوقت يتم توثيق هذه اللحظات التاريخية!
حتى “الربع” رجل الإخواني تكلم عن هذا الموضوع في برنامجه المبهرج، وكثير من قيادات المرتزقة تحدثوا عن تجسس نظام (مبز) على الجميع دون إستثناء، الصديق والعدو. والجميع لابد أن يتم توثيقهم على سبيل “الإحتياط” لضمان تبعيتهم المطلقة لنظام (مبز) الصهيوني. والمكان الذي توضع فيه التسجيلات ليس أميناً كفاية كما يبدو؛ لأن هناك صحفيين إماراتيين من الصف الثاني قد لمحوا أنهم شاهدوا بعض هذه “الوثائقيات”، أي كل عميل وحظه!
الموضوع ليس مقرفاً فحسب، بل يدل على عقلية سايكوباثية شيزوفرينية غير سوية، وبتعبير أبسط فالنظام الإماراتي يتمتع بكوكتيل لعين وقذر من الأمراض النفسية التي تؤكد أن القائمين عليه لا يمكن أن يقال عنهم أنهم أشخاص سويين، بل وتعاملهم بهذا الأسلوب الصهيوني يؤكد أنهم أقرب ما يكونون للعصابة من أن يكونوا حكاماً.
في احدى جلسات المقيل، حدثني أحد الرفاق أنه بعد أقتحام أحد البيوت الرئاسية التي كانت منتشرة في مناطق عدة بالعاصمة أيام فتنة “عفاش”، تم العثور على تسجيلات مخلة لبعض المسؤولين في الدولة (المقربين) أيام النظام العميل، وبعد التواصل مع القيادة بهذا الخصوص، تم التوجيه بحزم لإتلاف جميع هذه التسجيلات على وجه السرعة، وهذه التوجيهات الحكيمة تدل على أن القيادة هنا لا تريد أتباع خائفين بقدر ما تبحث عن مسؤولين أحرار وصادقين، وفعلاً رأينا الكثير من الأشخاص صححوا توجهاتهم قبل وبعد أن تم وأد الفتنة.
نحن عندما نقول أن النظام الإماراتي صهيوني؛ فذلك لأنه في تحركاته وتوجهاته يتشبه بالصهاينة، وقدوته كيان خبيث كإسرائيل.. فكيف قد نتوقع من نظام كهذا أن يقف مع القضية الفلسطينية أو القضايا العربية؟! وكم كان مؤلماً أن نشاهد بعض المواطنين، الذين يفترض بأنهم عرب يقفون مع أبناء جلدتهم، وهم يتغزلون في إسرائيل، بينما الإسرائيليون لا يدخرون فرصة ليسخروا ويظهروا حقدهم على كل ما هو عربي!
عندما طلب ملك مصر من إقليدس أن يعلمه الهندسة في دروس قليلة سهلة، فما كان من إقليدس إلا أن قال مقولته الشهيرة: “لا يوجد طريق ملكي إلى الرياضيات”. وبالمثل يمكن أن نقول بأنه لا يوجد طريقة وسط لفهم والتعامل مع هذه الأنظمة العميلة، والتعامل معها لا يمكن إلا من خلال أعتبارها جزء من المؤامرة حتى لو قدمت معونات أو بنت مشفى للجرحى في غزة؛ فهذه الأنظمة جزء من المؤامرة، وشريك في العدوان. وبيع أصول مصر أو ميناء عدن أو أي جزء من أي بلد عربي يعني أن المشتري هو العدو الإسرائيلي نفسه!
يقول الله سبحانه وتعالى: {هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون} (سورة المنافقون : من الآية 4)