باص الشعب
إب نيوز ٨ رمضان
عبدالملك سام
لطالما تابعت برامج الكاميرا الخفية بأستخفاف ظناُ مني أن هذه الخدع لا يمكن أن تنطلي على أحد، وكنت مؤمناً بأنني لا يمكن أن أقع في فخ هذه البرامج خاصة وقد كثر عددها لدرجة أصبحت فيه كل المقالب مكشوفة.. ولكن يؤسفني أن أعترف لكم بأنني كنت مخطئاً، وأن الخدعة قد تنطلي علي وعلى من هو أكثر فطنة مني، وأني – للأسف – قد وقعت في الفخ، وتصرفت كأي ضحية كنت أعتقد في الماضي أنه لا يوجد أحد بهذه السذاجة!
التجديد الذي طرأ على هذا النوع من البرامج تمثل في التجارب الأجتماعية التي تنوعت، وقد جعلت هذه البرامج تعود للواجهة بسبب قدرتها على الدنو من مشاعر المشاهدين.. أما ما أعجبني في المقلب وهون علي مرارة الشعور بالسذاجة، هي فكرة البرنامج التي أظهرت أرتباط اليمنيين بمظلومية فلسطين، والتي كانت وما زالت قضيتهم المركزية؛ فقد يختلف اليمنيون في أمور شتى إلا هذه القضية، ومنذ أيام الإسلام الأولى وقف الأنصار مع نبيهم ضد مكائد ودسائس اليهود في المدينة.
نصل في حديثنا إلى صاحب المقلب، وأنا أقصد هنا (قناة الهوية) التي أستطاعت هذا العام بحرفية أن تتربع على عرش هذا النوع من البرامج محلياً، وبتقنيات بسيطة تم رفع كفائتها بطاقم نشيط ومبدع، تمكنت القناة من إنتاج عدة برامج من ذات التوجه لإبراز قضية مهمة كقضية فلسطين. ولتستطيع أن تثير مشاعر العشرات من الناس وتنتزع مواقفهم دون أن يعرفوا أنهم في وسط شبكة كاميرات زرعت بدقة حولهم.
بعد المقلب لم أجد سبيلاً للإعتذار من الممثل المبدع الخلوق علاء الذيفاني، والمذيعة الفلسطينية المستفزة أمل محمود، وباقي الطاقم، وعذري أنهم كانوا متمكنين من عملهم زيادة عن المطلوب، وربما أن هذا المجال هو الوحيد الذي تكون مبدعاً فيه كلما كنت مستفزاً وعرضة للكراهية والأعتداء!
حسبي هنا أن أعترف أن التجربة راقت لي، وأن البرنامج أثار أعجابي، وأن الفكرة الراقية أستطاعت إيصال رسالة عظيمة لأهلنا في فلسطين عن جزء مما يشعر به الشعب اليمني نحوهم.. تمنياتنا للقناة وللطاقم بدوام التميز والنجاح، ولضحايا هذا البرنامج الممتع المزيد من الفطنة والأنتباه، وحظاً موفقاً في المقالب القادمة!
رابط المقطع على اليوتيوب: