ما هو دور صنعاء في أعتداءات موسكو؟!
إب نيوز ١٤ رمضان
عبدالملك سام
الموضوع لا يشبه تلك الأتهامات التي أطلقها المرتزقة عقب قصف تحالف العدوان للقاعة الكبرى في صنعاء، وخرسوا عندما أعلن النظام السعودي مسئوليته عنه.. ولكن – دعوني أؤكد لكم – أن هناك علاقة وثيقة بين صنعاء وما حدث في مركز (كروكوس) بموسكو!
بعد عملية مركز (كروكوس) في روسيا، السؤال هو: لماذا داعش؟ وجواب هذا السؤال هو: ولماذا لا تكون داعش؟! داعش هي الأداة الأمريكية الأرخص كما قال أحد المسؤولين الأمريكيين، وفاعليها كبيرة كونها مجموعة عقائدية قد تدربت على جميع أنواع الجرائم لعشرات السنين في بلاد المسلمين. وهي أداة مضمونة من ناحية أنه يمكن أستخدامها دون أن تكون هناك تبعات سياسية على أمريكا التي تعلن دائماً تبرؤها منها ومحاربتها!
أما لماذا روسيا، والآن؟ فلعدة أعتبارات، أولها سياسي وهو فشل أمريكا في إفشال الإنتخابات الروسية.. وسبب أقتصادي ثمثل بتحقيق روسيا زيادة في النمو الأقتصادي (3.6%) خلافاً للتوقعات الأمريكية، فقد أرتفع معدل النمو رغم العقوبات الأمريكية والأوروبية المجحفة، في حين بلغ معدل النمو الأمريكي 2.5% والأوروبي 0.5% فقط! وكما صرح الرئيس الروسي أن هذا النمو حدث بعد أستغناء روسيا عن التعامل بالدولار الأمريكي بنسبة تزيد عن 60%، وهو ما يهدد مكانة الدولار عالمياً، ويحرج أمريكا أمام شركائها الأوروبيين!
الوضع العسكري أيضاً كان أحد أسباب أستخدام ورقة الأرهاب الأمريكية؛ فالقوات الروسية تقدمت إلى ما وراء نهر (دنيبر) أهم نهر يمر بأوكرانيا؛ وهذا ما يجعل روسيا قادرة على محاصرة كييف من الجهة الغربية، ويفوت على الغرب فرصة أمداد نظام كييف بما يحتاجه، وبالتالي نجاح موسكو في فرض أرادتها على أمريكا والأوربيين.. هذا ما قاله المحللون على قنوات التلفزة، ولكن هذا ليس كل ما في الأمر، ولا يجيب بشكل قاطع عن سؤال: لماذا الآن؟!
المؤشرات الأولى لمحت إلى وجود محتمل للموساد الإسرائيلي، وقبل أيام حذر بعض المسؤولين الأمريكيين من أي تقارب بين روسيا والصين من جهة مع من أسموهم “بالحوثيين” من جهة أخرى! وهذا الموضوع بالذات قد يفسر أموراً كثيرة؛ أي التوقيت المتسرع والأداة والمكان والأسلوب، فالتوقيت يأتي عقب تسريب أخبار عن الأتفاق المفترض بين اليمنيين وروسيا والصين.
أما الأداة، فأستخدام “داعش” يأتي بعد طرد زعيم التنظيم من غزة لأسباب “أخلاقية!” قبل عملية طوفان الأقصى بمدة، وتوعد التنظيم بالثأر من حكومة غزة، وهذه العملية تهدف لمنع أي تقارب روسي مع محور المقاومة بفرض ثمن باهظ على روسيا لمنعها من التدخل. كما أن أستخدام التنظيمات الأرهابية ضد روسيا فأمر قد أستخدمته أمريكا مرات عدة، بل أن أبرز مثال مشابه تمثل في استهداف أرهابيين لمسرح في موسكو العام 2002م ومقتل العشرات من المدنيين الروس.
هذا السرد البسيط يمكننا من فهم الموضوع بشكل أبسط، ومسارعة القيادة السياسية في اليمن لإدانة الحادث تأكيد لما ذهبنا إليه، وقد تكلمنا سابقاً في عدة مقالات بأن قوة اليمن الصاعدة ستغير الخارطة السياسية في المنطقة والعالم، وبداية التغيير بفرض صنعاء لشروطها بعد 9 سنوات من العدوان على اليمن، ولن ينتهي – بالتأكيد – عند وقف العدوان على غزة فحسب، بل قد يتخطى كل التوقعات.. والقادم أعظم.
..
*ملاحظة لا علاقة لها بالموضوع:
أنا ضد الأجتماع الذي تم في صنعاء لمكافحة ظاهرة التسول؛ والسبب أن الأجتماع لم يتطرق لذكر العليمي والبركاني والزبيدي وطارق عفاش وباقي المرتزقة، رغم أنهم أخطر، ويشوهون صورة اليمن واليمنيين أكثر!