ماذا بعد رفح؟!
إب نيوز ٢٢ رمضان
عبدالملك سام .
نعم.. سيتم اجتياح رفح، وهناك عدة مؤشرات تدل على أن هذه الجريمة ستنفذ في عيد الفطر المقبل، فالأمريكيين الذين يدعون معارضة الخطة من أجل الانتخابات قد أرسلوا أسلحة جديدة للإسرائيلين حتى ينفذوا المخطط.. أما المؤشرات الأخرى فتتمثل بتكثيف التسريبات الإعلامية ونشر الشائعات حول قبول إسرائيل لمقترح بإرسال قوة عربية إلى غزة، كما أن تصريحات المسؤولون الصهاينة وغياب أي تحرك عربي وإفشال المفاوضات في الدوحة والقاهرة، كل هذه الأرهاصات تؤكد أن الأجتياح آت لا محالة، وعلينا أن نجهز أنفسنا لمآس تفوق كل ما رأيناه من قبل!.
السؤال الذي كان يجب أن نواجه به أنفسنا هو لماذا لا تجتاح إسرائيل رفح؟! ما الذي سيمنعها بعد كل ما حدث في غزة، ونحن نرى أن “التطبيع” العربي الإسرائيلي متواصل؟ والأنظمة العميلة أستطاعت أن تشغل الشعوب العربية عن شعب فلسطين، وكبحت المعارضة الواهنة لما يجري في غزة، واستطاع الإعلام العربي المتواطئ أن يخدر النخوة بمسلسلات وبرامج تافهة، وتمكن “علماء” السلطان من أن يوجهوا أحباط الشعوب للوم الضحية بدل عن أستغلال شهر رمضان – الذي كان الإسرائيليون قلقون منه – كمحطة إيمانية لإستنفار مشاعر المسلمين، فتحول إلى شهر للخذلان؟!
بإستثناء تحركات المقاومة في غزة واليمن ولبنان والعراق التي لم تسلم من النقد، وبأستثناء بعض المظاهرات والمسيرات هنا وهناك التي شجها تحرك البعض في البلدان الغربية، وبأستثناء المقاطعة الاقتصادية التي بدأت تضعف رغم آثارها الكبيرة.. لم يفعل العرب والمسلمون شيئاً يجعل إسرائيل تعيد التفكير في مخططها الإجرامي باجتياح رفح، وربما أن القادة الإسرائيليون اليوم بدأوا يفكرون في البلد الذي سيجتاحونه بعد أن يكملوا تدمير غزة، وطبيعتهم العدوانية في أعلى مستوى نشوتها بعد أن رأوا ردة فعل الشعوب العربية، بل بعد أن عدم وجود ردة فعل تذكر من الشعب العربي!.
أنا لا اتشائم، ولست بوارد أستفزاز المشاعر هنا، بل أذكر بواقع لا مناص منه، وأحاول أن أصدقكم القول ونحن في أيام شهرنا هذا لنعرف ماذا نستغفر الله منه.. الشعوب العربية ليست مستعدة لأن تواجه أنظمتها الخانعة للعدو الإسرائيلي، فكيف بمواجهة العدو مباشرة؟! وليست مستعدة لمقاطعة منتجات الشركات التي تدعم إسرائيل وجرائمها، فكيف ببذل المال لدعم الشعب الفلسطيني؟! وليست مستعدة لأتخاذ موقف حق أمام من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، فكيف سترد عن نفسها يوم يسألها الله عما فعلت بأمانتها ومسئوليتها إنسانيتها؟!.
دعونا من كل هذا، وبرأيي ألا قيمة للكلام، فلدينا مسلسلات “ممتعة” لنتابعها، ومسابقات “شيقة” لنشارك فيها، وطبخات “لزيزة” لنتذوقها، ومهرجانات غنائية وفنية لنتحضر لها في عيد الفطر المرتقب! أما أهل فلسطين المنكوبين فليذهبوا وربهم فيقاتلوا إنا هنا قاعدون! سنبكيهم بحرقة، ونبكي الأقصى عندما يهدمه اليهود، ثم نبكي شعوباً عربية أخرى عندما يقرر اليهود أن يسحلوها، وسنبكي المشاكل والأزمات التي سيغرقنا اليهود بها كعادتهم، وسنبكي ويبكي أبناؤنا إلى أن نشبع كلنا من البكاء.. ألا يكفي كل هذا البكاء؟! فلنستسلم ولنخنع ولنخاف ولنسكت ولنلعن من يتحرك ولنعاني ونتعب ونبكي، والله غفور رحيم!.
….
*نحن في اليمن لن نبكي بأذن الله، ونحمد الله أن وفقنا بأن تحركنا مع غزة مالياً وعسكرياً وشعبياً، ورغم هذا ما نزال نشعر بالتقصير.. نحن مرتاحين لهذا التحرك، ولا يهمنا أي ردة فعل من أي طرف مجرم، بل أننا نشعر بالأرتياح ونحن نقف مع الشعب الفلسطيني، ويكفي أننا نشعر بأننا مع الله ونحن نتحرك، وهذا يكفينا.. فيا ليت قومنا يعلمون؟!