ماذا قبل رفح؟! (3)
إب نيوز ٢٨ رمضان
عبدالملك سام .
[هناك من صدمه عنوان وموضوع المقال قبل قبل السابق (ماذا بعد رفح؟!)، ولهؤلاء الذين يريدون أن يسمعوا أكثر.. أكتب هذا المقال]
تحدثنا في مقالين سابقين عن الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن أرتكاب المجازر في حق سكان رفح قادم لا محالة في وقت قريب، وتكلمنا أننا يجب أن نتحرك فعليا لمنع هذه الجريمة، وأن ليس هناك ما نخشاه دون الله، وبأن التخاذل والتواطؤ أخطر ما واجهناه كأمة على مر التاريخ، وناقشنا موضوع المال وأهمية المال (البذل والمقاطعة) كركيزة أساسية لنجاح أي عمل أو تحرك شعبي.
اليوم موضوعنا عن ضرورة مواجهة وأسكات حزب (خ) الذي يعمل في جبهتين: الأولى في بث روح الهزيمة وتشجيع الخيانة، والثانية في حث الناس على البخل وعدم مشاركة أهل فلسطين مآساتهم. وطبعاً أنا أشرت لهم بحرف (خ) تاركاً لخيال القارئ أن يطلق على هذه الفئة النتنة ما يريد من نعوت وصفات!
الكائن (خ) يدعي دوماً البكاء على أهل غزة، وهو نفسه من يطالب بنزع سلاح غزة، وهو أيضاً من يهاجم كل من يقف مع غزة! تراه يهاجم المقاومة، ويستنقص أعمال المقاومة، في حين أنه لم يكلف نفسه بأتخاذ موقف أو حتى بالخروج في مظاهرة واحدة لأجل غزة!
على مستوى المال، تجده – بسبب عدم التوفيق الألهي – مبذر للمال على أشياء ليست ذات قيمة غالباً، ولكنه أمام ما يحدث لأهل غزة لا يستطيع أن يتخيل نفسه يتبرع ولو بقيمة رغيف خبز! كما أنه يشعر بالهلع كلما سمع كلاماً عن مقاطعة الشركات والتي تدعم القتلة وكيانهم الغاصب! ولكن هل هذا يكفي؟! فبجانب بخله ومشاركته للقاتل فهو لا يستحي من مهاجمة كل من ينطلق لدعم غزة سواء بالتشكيك، أو السخرية، أو المنع إن أستطاع كما تفعل بعض الأنظمة العميلة!
هو يتباكى فرقاً على لبنان، رغم أنه لم ولن ينوي أن يفعل شيئاً عندما أجتاح الأسرائيليون لبنان وأرتكبوا المذابح بحق اللبنانيين! يقلق على العراق، وهو من سكت عندما أجتاحت أمريكا العراق ودمرته وقتلت 3 مليون عراقي؟ يخاف على اليمن، وهو من عرفنا موقفه ممن يدمر اليمن منذ أكثر من تسعة أعوام، بل ستجده ممن شارك في العدوان على اليمن وشعبه بالقول أو الفعل؟! واليوم يبكي على غزة، ولكن واقعه السيء يؤكد أنه لم ولن يفعل شيء لأجل غزة، بل أنه لو اتيحت له الفرصة فسيقاتل أهل غزة، أو في أفضل الأحوال يطعن غزة بتخاذله ومهاجمته لمن يتحرك مع غزة!
هؤلاء لم يكتفوا بالصمت والخذلان، وإلا لقلنا عنهم جبناء ومخدوعون فقط، ومع انه موقف بائس سيعود عليهم بالخزي في الدنيا والخسارة في الآخرة، ولكن على الأقل لن يصل بنا الأمر لنقول بأنهم ممن قتل وحاصر غزة. لكن موقفهم المتذبذب هذا يضعهم في خانة التواطؤ والخيانة، أي أنهم صهاينة قلباً وقالبا؛ فعندما يجرمون من يدافع عن بلده، ومن يدعم من يدافع عن بلده، وهجومهم الاعلامي القذر الذي وصل للتشكيك في أهل فلسطين وفي أصولهم وفي مقاومتهم وفي أخلاقهم، ومباركة الإسرائيليين وما يفعلونه بأعتباره حق مشروع!
مواقفهم هذه تجعلنا نضعهم هم واليهود في خانة واحدة حتى لو كانوا يدعون أنهم العرب والمسلمين حقاً، لأن الله عندما قال: {ومن يتولهم منكم (أي أهل الكتاب المعادين لنا) فإنه منهم}، والموضوع تعدى التولي – أي المعية – حتى صاروا يسبقون الصهاينة في تصرفاتهم، بل أن اليهود عبروا بشكل متكرر عن دهشتهم من أفعال بعض العرب التي فاقت كل توقعاتهم، حتى أن بعض الصهاينة صرحوا علناُ بأن هؤلاء الخونة أوفى وأفضل من الكلاب!
النصر من عند الله وحده، وهو آت لا محالة، وفيه شفاء لصدورنا بعد طول معاناة، ولكن هل يجب أن نحتمل ما يقوله ويفعله هؤلاء المرجفين والعملاء حتى يأذن الله بالنصر؟! نحن نسمعهم أصواتهم النشاز، ونرى صورهم النجسة، ومواقفهم الخسيسة التي يعبرون عنها دون حياء بدعم بعض الأنظمة العميلة، فأقل واجب نقوم به هو أن نخرسهم.. أن نقاطعهم.. أن نزجر من يردد كلماتهم، وأن نعمل على توعية الناس بخطرهم مهما كانت الجهود التي نبذلها.. المهم أن يسكتوا.
إذا سكت الخونة ستخاف الأنظمة المتواطئة من نقمة الشعوب، وسينتشر الوعي في أوساطنا دون تشويش، وعندها سنتحرك ويتحرك الآخرون معنا وهم يرون أن موقفنا وتحركنا واحد، وسنستطيع أن نوقف مخططات الشر.. ضعوا نصب أعينكم أن العدو يعمل لتنفيذ مخططه في أقرب فرصة، فدعونا لا ننسى أهلنا في غزة ونتحرك فعلياً في ثلاث جبهات: بالمسيرات والتحشيد، وبالدعم المالي والمقاطعة الأقتصادية، وبأسكات أصوات المرجفين والخونة، والله معنا.
– المصادر:
⚪️ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
(سورة المائدة – الآية: 51)
⚪️ {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ}
(سورة المائدة – الآية: 52)
⚪️ {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ أُولَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}
(سورة الأحزاب – الآية: 19)
⚪️ {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
(سورة التوبة – الآية: 79)
⚪️ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
(سورة آل عمران – الآية: 156)
⚪️ {لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}
(سورة التوبة – الآية: 47)
⚪️ {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
(سورة التوبة – الآية: 67)
⚪️ {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}
(سورة الأحزاب – الآية: 60)
⚪️ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
(سورة التحريم – الآية: 9)