الرؤية واضحة.. ولكن!
إب نيوز ١٢ شوال
عبدالملك سام .
من كان لا يزال يعتقد أن آل سعود وآل ناقص وثاني وخليفة والسيسي وأبن طلال وأبن (؟؟؟؟؟) عرباً، وأن وصولهم إلى الحكم كان مجرد ضربة حظ، وأن كل الكلام الذي قيل عن أصولهم اليهودية وتبعيتهم البريطانية مجرد هرطقات وتزييف، فأنا أنصحه وبشدة أن يزور طبيباً نفسياً بشكل عاجل قبل أن تتفاقم حالته وتؤدي إلى إستطالة أذنيه تمهيداً لإنتقاله من حالة الغباء إلى طور (الحمورية!).
من كان يشك – مجرد شك – أن داعش والقاعدة والنصرة والوهابية والدونمة وأخواتها من الحركات الإجرامية التي تعمل في أوساط المسلمين قتلا وتشريداً وتشويهاً وتفريقاً، تعتبر حركات إسلامية المنشأ ولكنها ضلت الطريق، فأنا أنصحه وبشدة أن يزور أقرب مستشفى لعمل أشعة للدماغ ليتأكد أن الذي في رأسه مخ بشري وليس فردة حذاء بال!.
من كان يؤمن حقاً ويقيناً أن الصهيونية ليست اليهودية، وأن اليهودية هي الدين السماوي الذي جاء به موسى، وأن الرئيس الأمريكي منتخب بإرادة ديموقراطية صحيحة، وأن القدس ستتحرر بمبادرات “السلام”، وأن “التطبيع” ليس إستسلام، وأن المنطقة يمكن أن تنعم بالهدوء لو توصلنا مع اليهود لحل منصف، وأن باقي دول المنطقة – ما عدا فلسطين – ستنعم بالرخاء والأستقرار وإسرائيل على الوجود، فأنصحه بشدة أن يجد لنفسه حفرة ليدفن نفسه فيها؛ فمكانه الطبيعي مع الديناصورات والكائنات المنقرضة!
نحن في عصر تكشفت فيه كل الحقائق، وبات من الواضح الخط الذي يفصل بين الحقيقة والزيف، والحق والباطل، والإيمان والكفر، والإنسانية والتوحش.. من أختار طريق الحق يعرف أين يقف، وماذا يفعل، وما الثمن الذي يمكن أن يدفعه لينال ما يصبو إليه مهما كانت العوائق والصعوبات والأراجيف، فهو يعرف مكانه ودينه وأخلاقه ونهاية طريقه.
بينما من أختار الباطل فهو مذبذب، يكذب على نفسه ويمنيها بالباطل، ومليء بالجشع والشح والدناءة والجبن، ويحاول أن يغطي سوء موقفه بأدعاء الحكمة والتدين الكاذب، ويظن أنه سينجو يوم الحساب عندما يٌسأل عن مواقفه المخزية بأنه سيدعي أنه لم يكن يعلم، وبأنه أتبع الغالبية التي آثرت الصمت أو التواطؤ، ويظن أنه يستطيع أن يخدع الله وملائكته بأدعائه الجهل والعجز، ولكن هيهات!!
دعونا من كل هذا، ولنعتبر أنفسنا بدأنا من الآن.. طريق الحق واضح، وطريق الباطل واضح أيضاً، وكل شخص منا لديه الحرية في الأختيار مهما كانت المبررات والتحديات.. فهل سنختار طريق الحق، أم طريق الباطل؟!
فلنتمهل قليلاً فالقرار مصيري. ولنضع جانباً كل النظريات والآراء والأنتماءات والعوائق الفكرية والمادية والمناطقية؛ فما يهم فعلاً هو هل ستختار طريق الله والحق والخير والإنسانية بكل استحقاقاته ونتائجه، أم ستختار طريق الشيطان والباطل والتقاعس والبخل والتوحش بكل استحقاقاته ونتائجه؟! الجهاد أم الإجرام والقعود؟ فلسطين أم إسرائيل وأمريكا؟ الجنة أم النار والعذاب؟ والله غالب على أمره.