حكاية الشعار
إب نيوز ٤ ذو القعدة
عبدالملك سام –
مجرد كلمات قام الباطل ولم يقعد حتى يسكتها، وفشل.. كلمات لا تتعارض مع دين ولا أخلاق ولا عرف؛ ولكنها وقفت ضد الظلم، الظلم الذي اٌريد له أن يظل مسكوت عنه!
ولأنها كلمات حق، فلم يجرؤ الظالمون أن يقفوا هم ضدها مباشرة، فهم يعرفون أن الحق سيزهقهم، ولذلك اوعز الظالمون للأذناب لتحارب الحق، فأنطلقوا بكل ما أوتوا من دناءة وعمالة، ليثبتوا لسادتهم أنهم عند سوء الظن بهم!
فالظالم وأذنابه على قدر باطلهم إنتكسوا، والمظلومون على قدر صدقهم ظهروا.. طال الصراع الذي أعتقدوا أنه سيكون سريعا وحاسما، وتعددت المواجهات بين الحق والباطل، فإذا بالحروف تزداد قوة بعد كل جولة، وإذا بالكلمات تتحول إلى شعار، والشعار إلى سلاح، والسلاح إلى مشروع أمة!
حاول المجرمون أن يحصروه، ويصنفوه، ويجرموه، وينكلوا بمن يحملوه! حاول الطغاة أن يفندوه، أو يجزءوه، أو يكتموه! وعادوا إلى كبيرهم عاجزين حاسرين.. ففكر وقدر، ثم نظر وأستكبر، ثم قال: هذا سحر يؤثر! بقلب كالحجر، وغضب كالشرر، أرعد وزمجر، وقال: لا مفر.. سنحرق البلاد، ونهلك العباد، فاما يكفوا ويأتونا راكعين، أو نأكل الأكباد!
ولأن القوم مستكبرون، كان لابد أن ينالوا جزاء استكبارهم.. ولأنهم مجرمون، كان لابد أن يذوقوا وبال أمرهم.. فهل لهم من رجعة؟! لا، ورب البيت.. سيعانون، ويتحسرون، ويخزيهم الله، ثم يسقطون، وعلى باطلهم يهلكون، ومن بعدهم سيكون مصير أتباعهم مثلهم! فهل من مدكر؟ أو من يرى العبرة فيعتبر؟ أو من عائد عن ظلمه فيعتذر؟! واللات حين مناص، أن الذنوب احاطت بهم، ولكل ظالم يوم قصاص!
يا ناصر المستضعفين، من مران إلى فلسطين.. غداً بفضلك ستتحول الجمل الخمس إلى جملتين اثنتين، يوم تخزي المستكبرين.. يا مخزي القانطين، ومجزي الصابرين، غداً بعونك تتحرر فلسطين، فاكتبنا مع الشاهدين، وأشف صدور قوم مؤمنين، بفتحك المبين.
ما فات فات، وكل ما هو آت آت.. والحرب كر وفر، والحق منتصر لا مفر، والخلق بضاعة موت، فإما الجنة أو الفوت.. التاريخ يعيد نفسه، وكثير من سيهلكون، وقليل هم الناجون، وقد قيل في الكتب أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.. رفعت الأقلام وجفت الصحف.