مشكلة أمريكا وحلفائها مع إيران
مشكلة أمريكا وحلفائها مع إيران
إب نيوز ١٣ ذو القعدة
كتب/ عبدالملك العجري
عندما كانت طهران تحتضن السفارة الاسرائيلية والأمريكية كانت شرطي الغرب في المنطقة وعقد لها لواء الزعامة والسيادة عليها و ابواب الشرق والغرب أمامها مفتوحة وكل مجالات التعاون الاقتصادي والتقني امامها مشرعة ،وكان العرب جيئة وذهابا إلى عرش الطاووس.
وفي ١٩٧٨ غيرت إيران وجهتها نحو الشرق وأقفلت سفارة الكيان و حولتها لسفارة فلسطين ،حينها اقفل الغرب أمامها أبوابه واوقف كل مجالات التعاون معها و اثقلوا كاهلها بالحصار و ألهبوا ظهرها بسياط العقوبات وجحدها كثير من العرب رغبة ورهبة بل إن دولا كبرى مثل الصين وروسيا لا زالت تتخوف من التعاون في بعض المجالات التقنية خوفا من العقوبات ومع ذلك شقت إيران طريقها في الصخر معتمدة على جهود وعقول وتضحيات أبنائها بالدرجة الأولي ورغم كل الصعوبات استطاعت أن تصمد امام كل العواصف التي عصفت بغيرهم من اصحاب الطموحات الاستقلالية كمحمد علي باشا والسلطان عبدالحميد وغيرهم.
قاوم السلطان عبدالحميد العواصف التي كانت تهب عليه من اوربا الاستعمارية لثلاثين عاما و لكن لسوء الحظ و لاسباب لسنا بصددها تمكنوا في الاخير أن ينزلوه عن عرشة.وطمح محمد على أن يحول مصر دولة صناعية حديثة فخلقوا أمامه الف مطب ومطب حتى وجد نفسه محاصرا من كل الاتجاهات ،حاول انقاذ نفسه وعرشه بشي من التنازلات ظن انها ستقيه شرور اوربا دون جدوى ومات والحسرة في قلبه مما انتهى اليه،وجاء ابناؤه ليكملوا مسلسل التنازلات انتهت بوضع مصر تحت الاحتلال الفرنسي والبريطاني واستمرت الحكاية مع اخرون ، ولكن ولاول مرة ربما خارج كل التوقعات والتنبؤات التي كانت تنتظر سقوطها منذ يومها الأول توشك ايران الثورة أن تكمل نصف قرن من الثورة و البناء وهي لا تزال واقفة على قدميها بثبات ورسوخ رغم كل الصعوبات والضريبة التي تدفعها ثمن مواقفها ،ولو انها تستدير نصف استدارة نحو الفلك الامريكا أو تقبل التخلي عن فلسطين والمقاومة الفلسطينة لاعادوا تنصيبها وعقد لواء الزعامة لها وفتح ابواب الغرب أمامها على مصراعيها فالغرب ينظر للشعب الايراني كعرق آري اقرب لهم وارقى من العرب بإختصار مشكلة امريكا وحلفائها الاوربيين مع ايران هي إسرائيل وليس طموحات إيران لاستعادة الأمجاد الفارسية حسب زعمهم .