في ذكرى الوحدة.. 

في ذكرى الوحدة..

 

إب نيوز ١٤ ذو القعدة

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.

الوحدة اليمنية، في الحقيقة، ليست ملكاً لفصيلٍ سياسيٍ بعينهٍ أو حزبٍ بذاته أو أي مكونٍ أو تيارٍ أو حراكٍ أو شمالٍ أو جنوب حتى يُعطي هذا أو ذاك لنفسه الحق في أن يبت في أمرها أو يبحث في مصيرها، ولكنها ملكٌ للأمة وحقٌ مكتسبٌ أصيلٌ من حقوق الشعب اليمني كله.

هي ليست ملكاً لحقبةٍ من الحقب أو جيلٍ من الأجيال حتى يمتلك هذا أو ذاك في لحظة انحطاطٍ وطني قرار رفضها، أو الإنقلاب، أو الإجهاز عليها، وإنما هي ملكٌ لكل الحقب والأجيال اليمنية المتعاقبة السابقة منها واللاحقة.

هي في الحقيقة حصاد وثمرة نضالات وتضحيات أجيالٍ وأجيال عبر عشرات ومئات السنين.

ألم تكن يوماً لنا ولآباءنا وأجدادنا حلم الأحلام وأسمى الأماني والآمال، فمن خولك أنت أو هو أن تصادروا في لحظة طيشٍ أو انتهازيةٍ رخيصةٍ علينا وعلى آباءنا وأجدادنا هذا الحلم؟

نازعوا ما شئتم،

وقاتلوا ما شئتم،

قاطعوا وخاصموا ما شئتم،

لكن لا تقربوا من الوحدة.

لا تجعلوا منها، بأي حالٍ من الأحوال، أمراً خاضعاً للمساومة أو المقامرة أو المغامرة.

لا تفرطوا بها أو تضيعوها، فتخسروا أنفسكم وتخسروا الشعب والوطن..!

الوحدة عمرها ما أذنبت أو أجرمت بحق أحد،

نحن، في الحقيقة، من أذنبنا وأجرمنا بحقها..

نحن من تنكر لها ولتاريخنا يوم أن اتهمناها زوراً ولؤماً وحماقةً بأنها هي من تقف وراء ما نعانيه من أزماتٍ وصراعاتٍ وحروب.

يوم أن جعلنا منها (شماعةً) نعلق عليها عجزنا وكل إخفاقاتنا وأخطاءنا بحق بعضنا البعض.

على أية حال،

قد نتراجع يوماً، وفي لحظة من اللحظات، عن كل شيءٍ ثمين لنا في هذا الوطن، إلا أنه لا يمكن لنا، بأي حالٍ من الأحوال، أن نتراجع قيد أنملة أو نفرط بهذه الوحدة، فالوحدة اليمنية خط أحمر من اقترب منها أو حاول المساس بها هلك وخسر.

#معركة_القواصم

You might also like