هذه هي “إسرائيل”

إب نيوز ١٦ ذو القعدة

 عبدالملك سام –

بعيدا عن البروبغاندا الصهيونية والحيل السينمائية الهوليودية، تكشفت إسرائيل على حقيقتها أمام العالم ككيان طفيلي واهن قذر لا يمكنه الصمود إلا من خلال دعم الأنظمة الاستعمارية الجشعة. جاء السابع من أكتوبر ليعري هذا الكائن المشوة، وليكشف للعالم حقيقة الكيان الذي كان يدعي تحضره وديموقراطيته وقوته، فإذا بأعضاءه مجرد وحوش ورعاع مشوهة، وإذا برسالته الحقيقية تقوم على النهب والقتل والخراب.

علا صياح هذه الشياطين لمجرد أن واجههم العالم بحقيقتهم رسميا وشعبيا، فأولا انهارت أسطورة القوة يوم تحركت مجموعة من المقاومين منفردة، ولقنتهم درسا مؤلما في ساعات فر على أثرها نخبة “الجيش الذي لا يقهر” وهم بالآلاف مخلفين ورائهم أحدث أسلحة الدمار والقتل.. ثم رأيناهم يطلبون العون من ربيبتهم لتمدهم بالمزيد من السلاح، ويجمعون مرتزقتهم من كل مكان حتى يعتدوا على شعب أعزل، ويبطشون بالمستشفيات ويستقوون على المرضى والجرحى والأطفال!

ثم انهارت دعاوى التحضر يوم سمع العالم تصريحات قادتهم وحاخاماتهم وحتى مستوطنيهم التي فضحت فكرهم الاجرامي البشع، ونظرتهم للحياة الإنسانية بما يفوق بشاعة عقيدتهم وتلمودهم الشيطانية. وأنفضحت دعوى مدنيتهم ونحن نرى قطعان المستوطنين وهم ينهبون شاحنات الإغاثة، ويعتدون على القرى الأمنة، ويثورون على بعضهم بعد أن بللوا سراويلهم رعباً مما حدث، فإذا بهم يعضون بعضهم كالكلاب المتوحشة!

أما عن “ديموقراطيتهم” فحدث ولا حرج؛ فمن منع المسيرات السلمية، إلى قمع المظاهرات الطلابية، وصولا لتمزيق ميثاق الأمم المتحدة، وتهديد المحاكم الدولية! رغم الألة الإعلامية الضخمة، ورغم الأدوات السياسية المنحازة، ورغم التزييف والكذب الهائلين، ضاق الكيان بالأصوات التي صدعت من هنا وهناك، وأنطلقت التهديدات، وعلا النواح والصراخ لقمع الحقيقة التي فضحت مدى إجرام وشر هذا الكيان الوضيع.

بأعتراف قادتهم، لم يحقق عدوانهم على غزة أي هدف من اهدافه؛ فلم يستطيعوا – بكل من حشدوا معهم من أنظمة – أن يقضوا على المقاومة، أو يوقفوا أطلاق الصواريخ من القطاع، أو أن يعيدوا أسراهم، أو أن يحتلوا جزءا من القطاع ويبقون فيه، أو أن يردوا المستوطنين إلى مستوطنات غلاف غزة! تم إقالة قادة الجيش والأمن، وخسروا سمعتهم، وضاع حلم نتنياهو الذي كان يحلم بأن يخلده التاريخ كأحد ملوك بني إسرائيل، بل أصبح مطلوبا اليوم دولياً كأحد مجرمي الحرب!

هذه هي “إسرائيل” التي ظلت لعقود تحيط نفسها بهالة من القوة والقدسية، جرفها طوفان الأقصى إلى أسفل سافلين، فلم يعد بإستطاعتها سوى أن تنوح وتهدد وتتوعد في انتظار نهايتها المحتومة.. ولعلنا لا نجد اليوم من هم أسواء حالا سوى تلك الأنظمة العميلة التي ضحت بنفسها ومقدراتها على مذبح العبودية، وقريبا سيجرف طوفان الدماء البريئة التي سفكتها يد الإجرام الصهيوني كل من شارك وتواطأ وسكت على هذا الظلم. وطالما الكيان وعملائه في إنحدار، والمقاومة والحق في أرتقاء، فنقطة النهاية أقرب من أي وقت مضى.. والعاقبة للمتقين.

….

*⚪️  {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ‌ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا} (سورة الإسراء – الآية: 5)

You might also like