بنك اليمنيين واسقاط المؤامرات

إب نيوز ٢٢ ذو القعدة

عبدالملك سام – اليمن

ردا على مبادرة صنعاء بالافراج عن أكثر من 100 أسير من طرف واحد ودون مقابل ولدواعي إنسانية، ها هي حكومة المرتزقة تضغط لنقل البنوك من صنعاء إلى المناطق المحتلة، وكما قال الشاعر: إن أنت أكرمت الكريم ملكته … وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.. وهؤلاء ليسوا لؤماء فقط، فلو بحثت في العالم عن أحقر وأغبى مرتزقة فلن تجد أسواء ولا أرخص منهم!

وأنا الذي كنت أسأل نفسي لماذا فر وزراء حكومة المرتزقة الى الرياض؟! لقد ذهبوا ليستلموا التوجيهات الجديدة، ويزوروا نسائهم الرهائن هناك، ثم عادوا بهذا المخطط الجديد! وبيني وبينكم أنا لا أعلم لماذا حكومتتا ممتعظة جدا من هذا القرار السعودي الصهيوني؟! فالشاهد الله أنهم حذرونا منذ شهور، ولكن حكومتنا تصرفت بشيء من اللامبالاة، وربما – كالعادة – أعتقدت أنها لحظة غضب من ضربنا للسفن الإسرائيلية، ثم سيهدأون ولن يفعلوا شيء! هذه حرب الموائد يا أصحاب المعالي، ولا يجوز أن نتحرج من أتخاذ اللازم في مواجهتها، خاصة بعد أن استطعنا مقارعة الأعداء طوال هذه السنين، وبتنا نملك الكثير من الأدوات التي تضمن إستقلاليتنا.

كان المفترض بحكومتنا – ومنذ أن سمعت بهذا الأمر – أنها قد اجتمعت وتشاورت وقررت وتابعت الإجراءات للوقوف أمام هذا المخطط الجديد، ولكن لنحسن الظن بهم ربما كان وزرائنا مشغولين بإفتتاح المشاريع، كان الله بعونهم.. المهم، ماذا بعد؟! كما ترون فهؤلاء المرتزقة في حكومة الاحتلال لا يوجد حدود لنذالتهم ووضاعتهم، ولو كان الأمر بأيديهم لمنعوا عنا الهواء، والحكومة السعودية تبتسم في وجوهنا متظاهرة بالسلام نهارا، بينما تحرك أدواتها القذرة في الخفاء ليلا.. فماذا أنتم فاعلون؟!

نحن وضعنا بين خيارين لا ثالث لهما: فإما أن نتعامل معهم كأعداء كما يعاملونا هم، وهذا يعني أن نقابل التصعيد بالتصعيد، ونضيف سفنهم ومطاراتهم وموانئهم إلى قائمة الأهداف التي سنستهدفها، وبهذا نجعلهم يذعنون كما أذعن الأمريكيون والبريطانيون قبلهم، ونتجاهل – ولو مؤقتا – تلك الأصوات “الوحدوية” التي تعتبر أهل المناطق المحتلة ضحايا مثلنا، وبرأيي أنهم لم ولن يتحركوا لمصالحهم بأنفسهم، فلماذا نكون أحرص منهم على مصالحهم؟! وكما قال الخوالدة: القاعدة الوحيدة التي اعرفها عن الحرب أنه لا يوجد قواعد للحرب!

أما الخيار الآخر فهو أن نتعامل ببرغماتية بحتة، وأن نترك حرية الأختيار للبنوك نفسها؛ فمن قرر الرحيل فعليه أن يسلم الودائع التي بحوزته للبنوك الأخرى التي تعمل في مناطقنا. اما من قرر البقاء فبإمكانه أن يتعامل مع البنوك في المناطق المحتلة كفروع أجنبية، وبالإمكان أن يتم أعتماد ميزات وحوافز إضافية لكل بنك يقرر البقاء في مناطقنا. وهذا الأمر قد يترتب عليه بعض الإجراءات كتحديث الشبكات بين المناطق الحرة والمحتلة كما هو الحال في البنوك التي تعمل في اكثر من بلد.

طبعا يبقى هذا مجرد رأي شخصي، واللجنة الأقتصادية لديها معلومات اكثر، ولكن ما نراه اليوم هو عملتان مختلفتان، ونظامان إقتصاديان متنافران، لا واحد.. هم يدفعون بنا لتأميم البنوك، وهذا لن يحدث، ولكن يجب علينا إيجاد بدائل للوضع الحالي. مصلحة شعبنا توجب علينا ان نتصرف بالطريقة التي تحمي استقلاله. يجب أن نفكر جديا بمصالحنا بدل التمسك بأفكار غير واقعية، وبينما نحن نسعى لمواجهة التحديدات سنضع نصب اعيننا الأهداف الكبرى مثل تحرير كل الأرض اليمنية، والسعي لإعادة توحيد البلد على أسس سليمة بعد التخلص من الاحتلال، وبعد القضاء على المؤامرات السعودية الإسرائيلية، وبعد تحقيق اهدافنا الكبرى.. والله من وراء القصد.
#يد_تبني_ويد_تحمي

……

*الفرصة سانحة لإستغلال الفرص المتاحة في ظل الفوضى الأمريكية، وهذا وقت التحرك الفاعل الجريء؛ فطالما نحن على الحق فكل شيء سيفعله المرتزقة سيصب في مصلحتنا.. المهم أن نعقلها ثم نتوكل، والله معنا.

You might also like