السبيل الوحيد
إب نيوز ٢٦ ذو القعدة
عبدالملك سام –
لأول مرة في حياتي أرى (نتنياهو) بوجهه الرقيع مبتسماً، فأبتسم! كل شيء في هذا الكائن يدل على أنه غلطة فسيولوجية، وعاهة حيوانية لزجة.. قراراته، كلماته، حركاته، فيما عدا توقعاته! أما لماذا كان مبتسماً؟ فلأنه حصل على نسبة تأييد مريحة من الإسرائيليين في إستطلاعات الرأي. أما لماذا أبتسمت أنا؟ فلأني قلتها مراراً وتكراراً بأن هذا (النتن) لا يختلف عن باقي الإسرائيليين في شيء، وكل من توقع أن ثوران الشارع في الكيان سيطيح به كان مخطئاً!
المستوطنون اليهود يشعرون بالراحة كلما سمعوا تصريحات هذا الوغد وهو يتحدى العالم، وتعجبهم عنجهيته وهو يتحدى المحكمة الدولية، والشعوب العربية، وحتى الحكومة الأمريكية! أحياناً أعتقد وأنا أسمع تصريحاته أنه بصدد أن يخلع حذاءه ويرفعه أمام الكاميرات ليقول لنا: العالم كله لا يساوي حذائي هذا! من منكم من لم يسمعه وهو يأمر الرئيس الأمريكي أن يقف عند حده لأن عمله أن ينفذ الأوامر فقط؟! أو عندما قال أن المحكمة الدولية مختصة “بالأغيار” ولا سلطة لها على اليهود؟!
المشكلة أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي والعالم ينتظر متى سيتوقف القتل، بل وهناك زعماء دول من أكبر طموحاته هو أن يقبل الإسرائيليون بإدخال المساعدات لأهل غزة حتى لا يتعرض لتأنيب الجماهير الغاضبة! لم يتوقع أحد أن يكون (نتنياهو) بهذه الجرءة ليقف أمام العالم كله متحدياً؛ ظل واقفا يتحدث بكل وقاحة عن حقه في القتل والتنكيل والسحل، بينما ظل العالم يلطم خده مع كل صدمة يتلقاها أمام هذا الاجرام الغير مسبوق!
قلناها سابقا، هؤلاء قوم لا يعرفون سوى لغة الدهس بالأقدام، ولا يفهمون سوى لغة القوة والقهر، ولن يثنيهم عن مشروعهم سلام ولا رجاء، ولا يحترمون سوى من يقتلهم ويشردهم حتى يفنيهم عن بكرة أبيهم؛ فهم رجس وشر مطلق، ويعرفون أنهم ملعونون ولصوص ومجرمون وجنود أبليس الذي يتقربون إليه بكل هذا الشر الذي اقترفوه ويقترفوه بحق العالم، ولا فكاك لهم من هذه اللعنة إلا بإجتثاثهم، وإلا لبقيوا على ما هم عليه شر وفساد حتى تفنى البشرية.. كل البشرية!
وحدهم رجال المقاومة كانت نظرتهم هي واقعية لطبيعة هذا الكيان، وألا سبيل للتفاهم معه سوى بالقوة والصبر. حتى نتنياهو لا يقيم وزنا لأحد سوى لرجال المقاومة لأنه يعرف أنهم الوحيدون الذين يقفون بقوة وصدق أمام مشروع الصهاينة، أما بقية الخاضعين والمتواطئين فليسوا سوى حمقى وسفلة، وسيأتي وقت الخلاص منهم فيما بعد فلسطين، ونهاية المنافقين مخزية كما حدث لكل العملاء والخونة في عبر التاريخ.
السعودية ستقسم، ومصر والأردن ستحتلان، والإمارات والبحرين وقطر ستسلمان كل مقدراتهم لليهود عاجلاً أم أجل.. لكن محور المقاومة هو الوحيد الذي لا يعرف نتنياهو كيف يتصرف معه، وحتى التلمود ليس فيه حل لهؤلاء الذين يتبعون سبيل الله، وسبيل الله هو السبيل الصحيح والمضمون، وما دونه من تطبيع وعمالة وإستسلام لن يورث سالكيها سوى البؤس والذل والخسارة.. نحن نصدق كل ما وجهنا الله إليه، ونعرف – وكلنا ثقة – نتائج تحركنا، أما المتخاذلين فليس لهم دليل ولا مرجع ولا ضامن، ولا يعرفون أين سيذهبون! فلينتظروا نهايتهم البائسة.