حكايات ليفي (1)
إب نيوز ٢٧ ذو القعدة
عبدالملك سام .
الصيف هذا العام حار جداً، وفي الصيف هناك من يمارس هواياته التي تتوافق مع ثقافته وجيبه كالسباحة والتخييم وحتى أكل المثلجات، أما المللولين الكادحين – مثلي – فلا يجدون هواية أفضل من ملاحقة الصراصير التي تنتشر في هذه الأيام في كل مكان، وبعد ساعات عندما أتأكد من أنه لم يعد هناك المزيد من الصراصير في المنزل، فأنا لا أجد هواية اخرى أفضل من ملاحقة صراصير من نوع آخر، وأنا أعني اليهود والمنافقين.
هذا لا يعني بالطبع أنني لا أعرف أحد منهم؛ فمثلاً لدي “صديق” يدعى (ليفي) يضحكني كثيراً بحكاياته التي لا يمكن أن يصدقها أحد، ولكن شطحاته تظل أفضل من الملل، ولذلك سأحكي لكم بعض هذه القصص “الطريفة” التي يحكيها لي. لكن دعوني أحذركم أولا، فليفة (اسم الدلع الذي اطلقه عليه) سينزعج لو سمع أحداً يضحك أو يسخر مما يقول، لذلك اتمنى أن تتمالكوا أنفسكم حتى ينتهي ليفة من حكاياته.. اتفقنا؟!
يقول ليفي: أحذر – عزيزي القارئ – من الحر هذه الأيام، خاصة لو كنت آخر العنقود!! فبحسب التوراة فقد دفع الحر بنوح لأن يشرب الخمر ويتعرى، وبذلك دخل التاريخ كأول شخص يسكر، ولما بحث عنه ابناءه الثلاثة (ربما ليعطيهم المصروف)، لم يجده إلا حام الذي سارع ليخبر اخويه بأنه شاهد (……) أبيه(!!) فقام سام ويافث بتغطية عورة أبيهم، فلما نهض نوح من نومه وعلم بما قاله حام، رفع يديه للسماء وصب لعناته على كنعان بن حام! ومن هنا نرى أن الحر قد يؤدي إلى أن يصاب آخر العنقود بلعنة جده بسبب غلطة والده، بينما اخوته الأكبر كوش ومصرايم ونوط لن يصيبهم وأبوهم (الجاني) شيء!
– ملحوظة: كنعان هو أبو الكنعانيين؛ ولذلك هو من أستحق اللعنة – بحسب رغبة اليهود – رغم أنه لا دخل له في الموضوع!
ويقول ليفي: إسحاق كان أعمى، وقبل أن يموت أمر أبنه البكر (عيسو) أن يذهب ليصيد جدياً ويحنذه ويأتي به حتى يباركه (رشوة يعني)، ولكن زوجة إسحاق كانت تحب يعقوب الأصغر أكثر، فأمرت يعقوب أن يذبح جدياً (من أين أتى به؟!) ويلبس ملابس عيسو ليخدع أبيه وينال بركته هو، وأن إسحاق ظن أن عيسو هو من أتى بالجدي لما شم رائحة ملابس عيسو، فأكل من الجدي وشرب الخمر (لزوم البركة)، ومن ثم بارك يعقوب بدل عيسو. فلما عاد عيسو بالجدي وعرف ما حدث لم يملك سوى ان يصرخ ويبكي! المهم أن يعقوب (الذي يدعون أنه إسرائيل ليقولوا أنهم من نسل الأنبياء) بعد أن صار نبياً، سأل إلهه: لماذا خلقت خلقا سوى شعبك المختار؟ فقال له: لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا دمائهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوثوا طاهرهم، وتهدموا عامرهم!
طبعا الحكايات المذكورة أنفاً مذكورة بالحرف في كتب اليهود “المقدسة”، ولن أعلق بحرف على ما سبق فكل شيء واضح، أترك لكم حرية التعليق والأستنتاج، وأتمنى أن ما سبق بين لكم لماذا نكره هؤلاء، وإلى لقاء قريب مع قصص أخرى من قصص ليفة.. أقصد ليفي.