“العود محميٌّ بحزمته”
إب نيوز ٢ ذو الحجة
بقلم: احترام عفيف المُشرّف
(وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
ثمة أشياء تكون في أوقات مفيدة وصالحة وفي أوقات أخرى غير مفيدة، بمعنى تختلف نتيجتها باختلاف الظرف المحيط بها أو باختلاف طريقة التعامل مع تلك الأشياء، فهناك من يحسن التصرف وبحسن تصرفه يستفيد ويفيد الأخر
وهناك من يسيئ التصرف ويحدث له العكس.
وثمة شيء واحد لايأتِ بخير على صاحبه ولا على من ينتهجه أي كان وكيفما كان عاقل أو أحمق. لبيب أو غير لبيب. وهو معروف ومجمع عليه عند كل ذي عقل بأنه لا يأتِ بخير منذ بدء الخليقة وإلى آخر أيام الدنيا.
إنه التنازع، والتنافر، والتشرذم، وشتات الرأى، إن كل من انتهج الفرقة لايجني سوى الخسران، وانشقاق الصف يعني الضعف وهو مايريده العدو.
العود محميٌ بحزمته
ضعيف حين ينفرد ؟
الاختلاف وارد ولن ينتهي بين بني البشر ولكن الفرقة، هي المضرة وهي الداء لنختلف وتتباين أراءنا ولكن لانجعل الفرقة تحل بيننا وتقسمنا. على الكبير أن يكون كبير بعقله وقلبه وعلى الصغير أن يتوقف احتراما لمن هو أكبر منه، وعلى المخطئ أين كان سنه ووضعه أن يقول أخطأت الاعتراف بالخطأ فضيلة وليس فيه منقصة، له بل هو بذلك يزداد رفعه ويعلو مقامه في محيطه إن كان شجاعا أمام نفسه قبل أن يكون أمامهم، وعلى الآخر أن لايكون لئيما وأن يقيل العثرات ويتغاضى عن الهفوات.
بمعنى، اختلف معي ولاتتركني. تمسك برأيك وتمسك بي.
ناقشني ولاتنشق عني. سد خلتى ولاتتخلى عني. أعني ولاتعايرني ردنى عن الخطأ وأنت واقف بجانبي وليس في مواجهتي.
وأي قوة لبناء مشقوق متصدع الأساس، وأي قوة لجسد مبتور الأطراف، وأي انتصار لجيش غير موحد وأي نجاح لفريق غير موحد، وأي وحدة من غير قائد، وأي قيادة من غير هيكلة كاملة من القاعدة وحتى القمة.
فالكل بناء واحد الرئيس والمرؤوس، وعلى الجميع أن يدركوا إنه لابقاء لهذا إلا ببقاء هذا. وإنهم جميعاً لاينقصهم شيء، ولكنهم يعرفون أنه لن يكونوا أقوياء إلا بانضمامهم وتوحدهم تحت إمرة أحدهم فذلك لاينقص من قدرهم ولن يقلل من شأنهم فهم أقوياء بتجمعهم وقيادتهم وانقيادهم فيد لله مع الجماعة.
الحياة كلها بنية على قاعدة لابد من الاتفاق ولا خير في الافتراق
الأسرة لاتكون أسرة إلا مجتمعة،
والأطفال لا يحلو لعبهم إلا مجتمعين، والنزهة لاتكون نزهة إلا في تجمع الأصدقاء، وهكذا في أطوار الحياة!! نذهب مجتمعين إلى المدرسة لنطلب العلم ثم ننتقل إلى الجامعة مجتمعين، ثم يبدأ كل منا في مشوار الحياة والعمل حتى نأسس لنا أعمال تبدأ منفردة ولا تكبر إلا بتجمع عدد من العمال فيها. حتى في الموت نشيع من فقدنا إلى المقابر ليكون للأموات سورا يحيط بهم عن الأحياء وبعد الموت هناك يوم المحشر وفريق في الجنة وفريق في السعير ولايكتمل النعيم في الجنة الا بالاجتماع
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْـمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ) وبهذا التسلسل للحياة ومابعد الحياة. نجد أننا لابد أن نكون مجتمعين .
وأما إذ أردنا أن يتمسك الأفراد كل برأيه وتنفرد القيادة بقراراتها وهذا يجرح هذا وذاك ينال من ذاك وكلا تأخذه العزة بالإثم وكلا يشد الثوب من طرف، فإن الثوب سوف يتمزق وينتهك الستر وتنكشف العورات ويهزم الجميع إذا لم يكن هناك عقل وتعقل وفهم وتفهم ومعرفة أن لا قوة لنا إلا بتجمعنا ولاصوت لنا سيسمع إلا بإتلافنا. لنتحد لكي ننتصر ، لنتعظ بمن تفرقوا كيف أصبحوا أشتاتا. ولنقتدي بمن تجمعوا كيف سادوا وبمن تفرقوا كيف بادوا. لنكن حكماء من أجلنا وليس من أجل من اختلفنا معهم
فنحن بهم وهم بنا
(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)
إنها الحكمة ضالة المؤمن.
#اتحاد_كتابات _اليمن