كلنا أحمد الزويكي.. ولكن لماذا؟
إب نيوز ٦ ذو الحجة
عبدالملك سام – اليمن
مجددا، يتم إتهام القضاء اليمني بالتقاعس في الحكم على الحيتان بينما يبطش بالبسطاء! ومجددا يثبت لنا القضاء أنه تحول من عامل إستقرار إلى عامل توتر وإقلاق للمجتمع، وكم طالبنا أن يتم تطبيق التغييرات الجذرية ولو جزئيا على الأقسام والنيابات والمحاكم بشكل عاجل لمصلحة الجميع بعد أن كثرت شكاوى الناس، ولكن هيهات!
قضية أحمد الزويكي تظهر للعلن – لحسن حظ أحمد – لتتحول إلى قضية رأي عام قبل أن يتم تنفيذ حكم الإعدام الجائر، فمنذا يقتل قاصر لأنه دافع عن شرفه؟! والقضية كما وصلتني تتلخص بأن أحمد قتل مغتصب اخته التي تعاني من إعاقة عقلية، فأين المشكلة؟! المشكلة تكمن في أن أحد القضاة “الفلاطح” حكم على أحمد بالإعدام! والتبرير – كما سمعت – بأن قضية القتل منفصلة عن قضية الإغتصاب التي تمت قبل خمسة أعوام، وتم معاقبة الجاني فيها بالسجن 6 أشهر وتطبيق حكم الزاني عليه.. فقط!
برأيي فإن الحكم في قضية الإغتصاب وفي قضية القتل فضيحة، والجريمة الحقيقية هي في المنظومة العدلية لدينا التي أنتجت لنا قضاة بهذا المزيج العجيب من الغباء والقسوة. لقد قتلوا أحمد الصغير عندما أفرجوا على من أغتصب أخته قبل 5 سنوات، ثم قتلوه مرة أخرى يوم أدانوا نخوته وشرفه عندما دافع على أخته بعدما صار شاباً، وكأن المطلوب منه أن يقف ليتفرج على الجاني وهو يغتصب أخته مرة أخرى!
براءة أحمد أوضح من أن ندافع عنها، ولكن ما سيحدث هو أنه سيعدم لا محالة إلا إذا تم إثارة هذا الموضوع إعلامياً؛ فكما تعرفون المسؤولين لدينا لا يهمهم قضاء أو عدالة، بل أن خوفهم من التشهير أكبر من خوفهم من الله! لذلك يجب ان نتحرك كلنا.. كما لا يجب ان ننتظر العون من الإعلاميين الرسميين الذين تحولوا بفضل مسؤولي الإعلام في بلدنا إلى مجرد إعلاميي (نسخ لصق)، بل يجب أن يتحرك كل الشرفاء إعلاميا مع أحمد الذي فعل ما كان سيفعله أي واحد منا.
أما المطلوب فبسيط صعب؛ فنحن نطالب بتبرئة أحمد الذي فعل ما كان سيفعله أي واحد منا دفاعا عن عرضه وشرفه، ولكن قبل هذا نطالب بأن يتم الإعلان عن رأي القاضي ومعرفة ماهو الأساس الذي أعتمد عليه لإصدار حكمه لتأخذ العدالة مجراها، فموضوع كهذا لا يجب أن يمر مرور الكرام حتى لا تضيع حقوق الناس. وإذا كانت قضية أحمد قد ظهرت للعلن، فهناك المئات من القضايا لم تسنح لها الفرصة للظهور، فالعدالة الحق مطلب الجميع كما أظن.
……
*ملاحظة: كلنا سمعنا الأعترافات التي نشرت يوم أمس عن الخلية التجسسية، ومن ضمن الأعترافات ما قاله أحد الجواسيس بأنه قد قام بتجنيد أشخاص يعملون في الأقسام والنيابات والمحاكم.. فلماذا قام بهذا برأيكم؟!
العدل أساس الحكم والأستقرار.. الموضوع خطير!