الشبكة الجاسوسية الأخطر في قبضة الأمن
إب نيوز ٨ ذو الحجة
عبدالملك سام –
ما حدث خيالي ولا يشبهه إلا أفلام هوليود وما جاء في الاعترافات يشيب لهوله الولدان، والموقف الأمريكي من هذا الحدث يؤكد أن وراء الأكمة ما ورائها، ويفضح حجم المخطط الذي استهدف اليمن أرضا وإنسان، ماضي وحاضر ومستقبل. كما أن هذا الإنجاز الأمني يكشف الغموض عن بعض الأحداث التي أثارت إستغرابنا في الماضي.. فأغلقوا الأبواب والنوافذ، وأقتربوا حتى لا يسمعنا أحد!
لم يكن أحد يتوقع أن يكون الأمريكان بهذه القذارة، أي نعم هم قذرون، ولكن ما حدث يفوق كل ما كنا نتوقعه من هؤلاء الشاحبين الذين يلبسون البدلات الرسمية، ويتعاملون معنا بمنتهى التكبر والإستعلاء وكأنهم أناس راقون. الحقيقة أن هذا يقودنا لمشكلة أخرى، ألا وهي عدم معرفة العدو.. تاريخه، وعقيدته، وتوجهاته؛ فمن خلال معرفة العدو بشكل أفضل سنكون قادرين على توقع ماذا يمكنه أن يفعل، ولن نندهش بعدها كما حدث معنا هذه المرة!
أتذكر أني أندهشت ايضاً وأنا أقرأ كتابا تحدث فيه الكاتب عما كتب في إحدى محاضر جلسات الأمن القومي الأمريكي، وقد قال فيه رئيس الولايات المتحدة بكل صراحة (لعله بيل كلينتون إن لم تخني الذاكرة)، أن توزيع الثروات بين شمال وجنوب الكرة الأرضية غير عادل، ولذلك يجب أن تعمل الولايات المتحدة على أخذ “حقها” بأي طريقة كانت! وبالنظر لهذا الكلام الخبيث فلن نندهش عندما نكتشف لماذا يستميت هؤلاء في تدمير بلداننا ومنعنا من الإستقلال، ولماذا يستهدفون الزراعة والقضاء والنخب والصحة والتعليم، خاصة التعليم!
كتب أحد الأستاذة الجامعيين في جنوب أفريقيا كلام يستحق أن يكتب بماء الذهب، وقد كتبه في ورقة وعلقها على مدخل الجامعة قال فيها: تدمير أي أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية، أو صواريخ بعيدة المدى، ولكن يحتاج إلى تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبة بالغش!؛ يموت المريض على يد طبيب نجح بالغش، وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش، ونخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش، وتموت الإنسانية على يد رجل دين نجح بالغش، ويضيع العدل على يد قاض نجح بالغش، ويتفشى الجهل في عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش.. إنهيار التعليم يساوي إنهيار الأمة!
بالطبع ما تزال الإعترافات تتوالى كل يوم، ويبدو أن مسؤولي المخابرات تعمدوا أن تأتي الإعترافات تباعا وعلى دفعات؛ وهذا ما جعل الولايات المتحدة (المحترفة) تتسرع للمطالبة بالإفراج عن الجواسيس بعد اليوم الأول للكشف عن الشبكة، لتأتي الإعترافات التالية فتصدم الأمريكيين للمستوى الذي وصلت إليه الأجهزة الأمنية في بلدنا.. الإنجاز كبير وفوق ما نتصور، وآثاره ستلقي بضلالها على مناح كثيرة في حياتنا.. الزراعة والصناعة والتعليم والاقتصاد والصحة والقضاء وغيرها من المجالات، فشكرا للعيون الساهرة.
….
*ما تزال الأعترافات تتوالى، ومع كل فصل جديد تتضح الحقائق أكثر، ونكتشف مدى خطورة المؤامرات التي حيكت على بلدنا.. فلا تفوتوا شيئا مما يعرض.