خبر العيد: الهدهد عاد بالجديد!
إب نيوز ١٣ ذو الحجة
عبدالملك سام (حنظلة) –
ما لي أراك متجهماً، عزيزي القارئ؟ أيام عيد كما تعلم، فكيف يطاوعك قلبك بأن تتجهم في وجه العيد؟! تعال لنفضفض لبعضنا، ففي الأخير ليس لنا سوى بعضنا.. مؤكد أن ما يكدر عليك عيشك هو الأمور المادية بنسبة 99%، أليس كذلك؟ أطمئن إذا فكلنا ذاك الرجل، ولكن يكفي أنك متعافي الدين والبدن، وكما قال الأولون: “العيد عيد العافية”، فلا داعي لأن تحرق دمك بالهم، والأيام ستمضي سواء قتلت نفسك هماً أم لم تفعل.. مرحلة وستمضي، وما صبرك إلا بالله.
اليوم هناك خبر مفرح، ولعل هذا ما دفعني لأن أكتب لك في هذا الوقت المتأخر من الليل، ويكفي أن أكون مصدر سعادة لك لأقطع عليك تيار الهموم ولو لدقائق.. لا، لن أصبر حتى الصباح؛ فالأمر جلل، وقد تكون سمعت أو شاهدت الخبر من مصدر آخر، ولكن يبدو أنك لم تنتبه له جيداً.. الخبر هذه المرة من لبنان حيث تقبع الأسود على تخوم الأرض المحتلة، والإعلام الحربي للمقاومة اللبنانية عرض لدقائق صور لميناء حيفا وما جاورها، بل وأكد أن هذه ما هي إلا البداية فقط!
لو كنت تعتبر الخبر عادياً فلاحظ – لو سمحت لي – ما يلي: الخبر كان صادماً للعدو الإسرائيلي المجرم لدرجة أن يصرح بأن هذا الصور سوف تؤدي إلى تغيير قواعد المعركة مع المقاومة! ثم لاحظ – رعاك الله – أن هذه الصور لا يمكنك الحصول عليها من أي قمر صناعي لأن الكيان الإسرائيلي محمي من أي عملية تصوير فضائي عالمياً! وهذا يعني أنك أخيرا أستطعت أن تطلع على معلومات سرية للغاية كان من المستحيل أن يطلع عليها أحد من قبل!
أما ما يجعلك تكرر مشاهدة الفيديو أكثر من مرة هي كمية المعلومات الأرضية الدقيقة والخطيرة والتي تؤكد أن لدى المقاومة القدرة على جمع معلومات بالغة الدقة، وتؤكد قدراتها الأستخباراتية المتطورة.
لن يتوقف حزب الله عن إدهاشنا أبداً، وقد تعمد – لو لاحظت – أن يظهر مدى المسافة بين الميناء الأهم في كيان العدو والحدود اللبنانية، وهذا ليؤكد أن الميناء وما حوله من منشآت مهمة هي في متناول يد المقاومة. أضف إلى ذلك أن عملية نشر هذه المعلومات تجعل الإسرائيليين مضطرين لتغيير مواقع بعض الدفاعات أو زيادة عددها، وهذا بحد ذاته سيفرض عليهم خسائر مالية ضخمة تضاف إلى أعباء العدوان المالية، والتي من المؤكد بأنها ستكون معرضة للأرتفاع وصعوبة التعويض في المدى القريب!
هذا تحليل سريع ومختصر لهذا الخبر الرائع، وفي قادم الأيام سنشهد الآثار المزلزلة له عندما يتم إستهداف بعض المواقع المهمة في حيفا وما بعد حيفا من قبل محور المقاومة، والأهم هو عندما ترى عدوك المجرم وهو يشعر بالرعب بعد أن كان يشعر بألن يقدر عليه أحد.. كلنا شعرنا بغصة في هذا العيد بسبب ما يحدث في غزة من مجازر، ولكن هذا الدرس دليل على أن دماء الأبرياء ستجرف عروش الطغاة لا محالة، وكما حدث في مناطق أخرى من العالم عبر التاريخ، وكما يقول المثل “أول الغيث قطرة”، وهذا الخبر طوفان لو أدركنا أبعاده، ولكن لندع هذا للأيام القادمة؛ فالقادم أعظم.
….
*اليوم نعى العالم وفاة (نعوم تشومسكي) عن عمر ناهز الخامسة والتسعين عاماً، ولمن لا يعرف هذا العقل الكبير الحر أنصحه بقراءة مؤلفاته التي أزعجت الساسة الأمريكيين والطغاة حول العالم. أما من يقول أنه أمريكي يهودي فقد كانت مواقفه مع الشعب الفلسطيني أشرف وأقوى من مواقف الكثير من العرب الذين يدعون الإسلام!