بين الصواب والخطأ.. في إثبات مشروعية الولاية.
إب نيوز ١٧ ذو الحجة
بقلم/ سمير محمد المروني (فتح)
كما في كل عام وكل ذكرى مولد نبوي، أو عيد الغدير، أو مناسبة دينية، يحرك الغباء جمل المطحنة ليدور محركاً الرحى، ليطحن من جديد! وكما في كل عام نفس النصوص والشواهد والإثباتات على شرعية إحيائنا للذكرى أو الاحتفالية، سعياً من مثقفينا إلى إقناع أولئك الذين ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
أولئك الذين لم يؤمنوا بما هو أقدس وأعظم من علي (عليه السلام) وعيد ولايته، بكل سطحية نعيد نفس الحديث، ونسعى إلى نفس الهدف الذي فشلنا فيه منذ أكثر من ١٤٤٥ عام، وعجز فيه القرآن الكريم، وعجز فيه أيضاً رسولنا الكريم في إقناع وافهام أولئك بعلي (عليه السلام) وولايته، وبدوراننا من جديد كالجمل حول رحى الطاحون ننساق بسذاجة إلى فتح الأخذ والرد العقيم ذاته مع من ينكر مشروعيتها إستمتاعاً منه بتفاعلنا وإعادتنا كل عام إلى نقطة الصفر! وهذا هو مبتغى المنكر فيضل الأخذ والرد كما قلت حتى نهاية الفعالية، لينتهي النقاش مستعداً ليبداء من جديد مع بدء الفعالية في العام القادم!
وهكذا وهلم جرى، ولذا فالحكمة والصواب ولتفادي أن نكون ألعوبة بيد من يستمتعون بتفاعلنا الخاطئ، علينا أن نعلم أنه ومنذ وقف النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بغدير خم ونزول الآية الكريمة: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}، ليست كما قبله، كما أن من لم يؤمن من قبله ومن بعده بولاية الإمام علي: {ختم الله على قلبه وعلى سمعه وبصره غشاوة}، فِلما نجهد أنفسنا في تحدي الله تعالى وإثبات أننا سنهدي من نحب، وسنقتلع الغشاوة عنهم وبنفس الأيات والحجج والبراهين التي قدمها قبلنا آلاف العلماء والدعاة، وقبلهم قدمها القرآن والنبي عليه الصلاة والسلام والأئمة؟!
لذا يجب علينا ألا ننجر إلى النقطة التي يستدرجنا إليها أولئك المعاندون لله وللدين وهي نقطة إثبات شريعة الولاية مثلاً أو إثبات وجود الله تعالى، بل يجب علينا أن نقدم صوابية مانقوم به وشرعيته من خلال تقديم شواهد حية من واقعنا العملي، من أخلاقنا من قيمنا، ونبرهن على عظمة معتقداتنا وعظمة قادتنا من تجسيد أخلاقهم ومبادئهم في أنفسنا وواقعنا، وأن نطرح الموضوع من النقطة العصرية التي تؤثر إيجاباً على الموضوع ومن خلال لمس حاجة الناس الحقيقية فيه، فمثلاً غالبية الناس اليوم لا ينكرون الولاية، ولكن يتحسسون من سوء واقعنا المزري، ويُثارون عندما يرون الفاسد واللص ومن أفسد البلاد وأساء إلى الناس، يرونه وإذا به هو من ينبري إلى المنبر والشاشة والإذاعة ليحث الناس على إتباع علي والإقتداء بعلي والسير على خطى علي! الناس لاينكرون علي، ولكن يحزنون على من تولوا أمورهم بإسم علي وبإسم جهاد علي وبإسم القائد وبإسم المسيرة القرآنية، فإذا بهم يتجبرون تجبر فرعون، ويطغون طغيان النمرود، ويفسدون فساد معاوية، ويتخلقون بأخلاق يزيد!
هذه هي النقاط الأهم التي كان يجب على مثقفينا أن يهتموا بها ويتحدثوا مع الناس حولها، فيبينوا لهم كل ماذكرت ليزيلوا عنهم الألم ويصححوا لهم النظرة والمنهجية، ويدفعوا بهم إلى تجاوز أولئك الفاسدون المنحطون فيندفعوا بقوة إلى العمل الجاد بالتولي الصحيح الفعال للإمام علي، أما أن نظل أولئك الأغبياء الذين لانزيد الطين إلا بلة بإعادة ما سبق إعادته مئات السنين، وتكرار نفس الحجج التي كُررت آلاف المرات وعلى من؟ على من لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل؟! لا أطيل عليكم، ولكن للحديث بقية..