اليمن يحبط الولايات المتحدة عسكرياً
إب نيوز ١٧ ذو الحجة
كتابات: بقلم/ هاشم أحمد شرف الدين
تريدون أن تعرفوا كيف يكون الإذلال الحقيقي؟
إنه عندما تضطر أقوى دولةٍ في العالم إلى سحب إحدى أقوى حاملات طائراتها بعد أن أُصيبت بصواريخ بالستية ومجنّحة في عرض البحر.
هذا ما حدث بالضبط، مع حاملةِ الطائرات الأمريكية ” يو إس إس أيزنهاور” رمزِ الهيمنةِ البحرية الأمريكية وأقوى حاملات الطائرات في الأسطول الأمريكي.
لقد نجح اليمنيون في إخراجِها من البحر الأحمر، وجعلوها تفر منه وذيلها بين ساقيها.
لم يكن بوسع الولايات المتحدة سوى أن تقفَ مكتوفةَ الأيدي وتشاهدَ الوجومَ على وجوه مسؤوليها العسكريين، فرحيل ” أيزنهاور ” هو اعترافٌ ضمني بالضعفِ الأمريكي في مواجهة عزيمة اليمنيين.
هل تتخيلون كيف يشعر قادةُ البنتاغون الآن؟
لقد أنفقوا مليارات الدولارات على تطوير أحدثِ الأنظمة الدفاعية والهجومية، وها هم اليمنيون يُثبتون عجزَها.
لا أستطيع إلا أن أتخيلَ المشهدَ داخل غرفة العمليات في البنتاغون:
ـ “السيد الرئيس، لقد فقدنا السيطرة على البحر الأحمر”
* “ماذا؟! كيف يمكن لهذا أن يحدث؟ أنا أذكر أنكم قلتم إن إيزنهاور أكثر حاملة طائرات متطورة في الأسطول؟”
ـ “نعم سيدي، ولكن اليمنيين أطلقوا صواريخ مذهلة وأصابوها بشكل مباشر، فاضطررنا إلى إخراجها من المنطقة، لم نرغب في أن يتم تفجيرها مرة أخرى، فهمت؟”
من الأكيد أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين يشعرون بخيبة أمل كبيرة، وهم يحاولون تفسير كيف أنهم لم يستطيعوا منعَ هذه الضربةِ الموجعة على كرامتِهم العسكرية. هل هم غيرُ قادرين على اقتناء أنظمة دفاعٍ صاروخية أفضل؟ أم أنَ جنودَهم محترفو ألعابِ فيديو فقط، لا يتقنون فنونَ الحرب الحقيقية، وليسوا على مستوى احترافِ مُطلقي الصواريخ اليمنية؟ وكم تَـلزَمَهُم زيادةً في الوقت الذي يُمكنهم خلاله الحصولُ على نظام دفاعٍ جوي لائق؟
لا شكَ أنهم سيلجؤون إلى تعاطي مخدِّرٍ مناسب، فالألمُ كبير، والهزيمةُ المدوّية هذه ليست أمام دولةٍ نوويةٍ، بل أمامَ اليمن “الإيمانية” واليمنيين الذين لم يكتفوا فقط باستهداف سفينةٍ عادية – لا، لقد استهدفوا ـ بعددٍ من العمليات ـ أيقونةَ القوةِ البحرية الأمريكية.
لقد طاردوها يا قوم واستهدفوها حتى وهي تفر! كأنهم يقولون للأمريكان: “أنتم تعتقدون أنكم أقوياءُ بحاملات طائراتكم؟ حسناً، دعونا نريكم كيف يكون الدمار الحقيقي. صواريخُنا الفعّالةُ المذهلة يمكنُها جَعلَ سفنِكم تقول “أوه، لا، نحن سنغادر سنخرج من هنا”… وجَعلَ جنودِكم وبحّارتِكم يقولون “آه، من الأفضل أن نتدرّب أكثر في لعبة بوبجي الآن”.
لقد أثبت اليمنيون أنهم ليسوا فقط خبراءَ في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، بل إنهم أيضاً خبراءُ في فنِّ الترويجِ لانتصاراتهم. فهم أرسلوا رسالةً واضحةً للعالم، ولم يدعوا لأحدٍ فرصةً ليتساءل عمَّن حقق النصر.
ومع هذا، ولأني أعلم أن الكثيرَ قد يكون مصدوماً مما حصل، فسأعيد لهم الخبرَ مجدّداً:
نعم نعم، لقد تمكّن أبطالُ القواتِ المسلحة اليمنية مِن طردِ “أيزنهاور” من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط. فلا تُفاجَئوا إذا سمعتم أن الإدارة الأمريكية أدركت أن الحاملة لم تعد مناسِبةً لإحداث الرهبة في البحر الأحمر، وأنه ينبغي التفكير في استخدامها كمركزٍ سياحي بدلاً من ذلك.
إن اليمنيين يفعلون هذا في سياقِ دفاعِهم عن إخوانِهم المُعتدَى عليهم المحاصَرين إسرائيلياً في غزة. لذا فإن رسالتَهم ليست عسكريةً وحسب، بل هي رسالةٌ حول العدلِ والحرية والتضامن. إنهم يقولون للعالم: “هل تَهتم بحقوق الإنسان؟ حسناً، نحن نهتم بإخواننا وأخواتنا في غزة. وإذا كنت لا تهتم بمعاناتهم، فسوف نجبركَ على الاهتمام بها”.
إن الرسالةَ التي يُرسلها اليمنيون تُؤكد أن الأممَ المُستضعفة لن تخضعَ لضغط القوة العسكرية، وأن العالمَ يشهد نهضةً جديدة في المنطقة، وأن صوت المقاومة سيُسمع بكل قوة، فاليمنيون لم ولن يتوقفوا عند هذا الحد. هذا ما تؤكده قواتهم المسلحة، ستستمر في استهدافِ أي سفينةٍ تتبعُ شركةَ نقلٍ تصل سفنُها إلى موانئ كيان إسرائيل في فلسطين، مما يجعل أيَّ محاولةٍ أمريكية لاستعادةِ السيطرة على المنطقةِ أمراً شبهَ مستحيل، فما عجزت عنه “أيزنهاور” ستعجز عنه “روزفلت” أيضاً، وما عجز عنه تحالفُ الإبادةِ والدمار المسمّى “تحالف الازدهار” بالأمس سيعجز عنه غداً.
لنكن واقعيين يا قوم. هناك شيئٌ واحد واضح: لقد حققت القواتُ المسلحة اليمنية ـ بفضلِ الله سبحانه وتعالى وحكمةِ قائدِ اليمن الشجاع السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي ـ انتصاراً كبيرا، ستكون له عواقبُ بعيدة المدى على توازنِ القوى في المنطقةِ والعالم. فقد تمكّنت من إحباطِ قواتِ البحرية الأمريكية. وأنا هنا لا أتحدّثُ عن أي إحباطٍ عادي، أنا أتحدث عن إحباطٍ كامل