أكشن في الحج.. موت واعتقالات وتضييق!

إب نيوز ١٨ ذو الحجة

 عبدالملك سام –

لا يعجزك أكثر من الغبي إلا الغبي العنيد.. كان يحدثني عن الحجيج العائدون من الحج، وفي سياق الحديث عن الموضوع طالبني بأن نقرأ الفاتحة على أرواح الحجاج (رسميا 1,330 حاج) الذين ماتوا هذا العام، “فهنيئاً لهم الشهادة” كما قال! وبرأيي أني من المفترض أن أقرأ الفاتحة فعلاً، ولكن ليس على أرواح الحجاج القتلى، ولكن على رأس الغباء الذي يجلس بجانبي؛ فلا دواء لأمثاله!

الحجاج الذين (ماتوا) أثناء حجهم هذا العام قتلى، وقاتلهم معروف، وأنا لست من الذين يفضلون أن يسكتوا حتى لا يتهمهم أحد بمعاداة (آل سعود) على غرار تهمة (معاداة السامية) التي يرمى بها كل من تحدث عن إسرائيل؛ بل أن من الفخر أن أعترف بأني أبغض آل سعود تماما كما أبغض اليهود؛ فكلهم مجرمون خبثاء ملاعين أشرار وحاقدين، ومن العار أن نسكت عن جرائمهم بحق الأبرياء ونعتبره قضاء أو قدر، أو أن نتهم سكان كوكب المريخ، أو الظروف أو …..الخ!

الموضوع ليس حادث مؤسف، بل جريمة مدبرة كاملة الأركان، وإن كان يتم التمويه على ملابساتها من عام إلى آخر، والنتيجة ان عددا كبيرا من الحجاج يموت كل عام إما حرقا أو دهسا أو صعقا أو بأي أسلوب آخر، فالمهم أنهم يتفنون في قتل الحجاج كل عام على مرأى ومسمع كل المسلمين! بل والمصيبة أنهم لا يكلفون أنفسهم أبدا جهد التبرير كأن يقولوا بأنهم مقصرون أو أي حجة اخرى، بل على العكس يهنئون أنفسهم في نهاية كل موسم بنجاح المهمة!!

الحجة الدائمة التي يطلقها إعلامهم وذبابهم الألكتروني هو عدد الحجاج “الضخم”، ولكن لا أحد يتكلم عن نجاح موسم الخنى والفسوق الذي يقيمه آل سعود كل عام رغم أن عدد مرتاديه يصل إلى أضعاف عدد الحجاج (12 مليون فاسق مقابل 2 مليون حاج فقط)!

ولا أحد يتكلم عن التجديدات التي يقوم بها آل سعود على مراحل والتي أدت لخنق المشاعر المقدسة بشكل خبيث ومدروس للتضييق على الحجاج بالفنادق والأبراج المملوكة لأمراء هذه الأسرة الخبيثة. هذا بالإضافة إلى تعمد تضييق الممرات ومنع زراعة الأشجار وسد المعابر، وحتى تشويه الأماكن المخصصة لإقامة الشعائر!

من أمثلة هذا التشويه أنهم قصروا مسافة السعي بين الصفا والمروى (إبحث عن فتوى علماء الحجاز بعد قيام النظام السعودي بتعديل مسافة السعي وتنكيله بهؤلاء العلماء)، وأيضا وضع الحواجز الأسمنتية الضخمة في وجه الحجاج بعذر “التنظيم”، كما قاموا بتغيير شكل نصب الشيطان الذي يرميه الحجاج، ونقل نصب الشيطان نفسه إلى جبل عرفة!

ثم إسأل من أدى فريضة الحج أين يضع هؤلاء الملاعين عساكرهم سيئي الخلق بهدف دفع الحجاج للتزاحم، وكيف يرفعون اسعار المساكن والخدمات، والسماح لمعدومي الضمير بأستغلال الحجاج حتى تحول الحج لفرصة لإستغلال الحجاج بدل أن يكون فرصة لكسب الثواب والتقرب من الله بخدمة حجاج بيته العتيق! هذا بالإضافة لما يسموه “ضوابط” أخرجت الحج عن مضمونه الحقيقي كموسم لتوحيد كلمة المسلمين في مواجهة أعداء الله ورسوله والمؤمنين، ولنقرأ سورة “براءة” لنفهم أكثر ما معنى الحج.

كما ترون أن الموضوع من النوع الذي يسميه البعض “وجع قلب”، وقد طالت مدته ولكن لن أطيل أنا عليكم، وبإذن الله ستتحرر كل مقدساتنا، وتتحد كلمتنا، ونعود كما أراد الله لنا خير أمة على وجه الأرض.. لكن هناك موضوع لم افهمه، ولم أجد عنه إحصائيات، ألا وهو موضوع المفقودين والمعتقلين في الحج! ماذا ولماذا وكيف وكم؟! فكما ترون فقد تحول الحج لمغامرة غير محمودة العواقب في عهد آل سعود، لكن يا ترى ماذا يخبئون من مفاجئات لحجاج بيت الله في العام القادم؟!

….

*يقول الله سبحانه: {وما لهم أَلا يعذبهم الله وهم يصدون عنِ المسجد الحرام وما كانوا أَولياءه ۚ إن أَولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون ○ وما كان صلاتهم عند البيت إِلا مكاء وتصدية ۚ فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} (سورة الأنفال 35-34)

You might also like