نحن في الحاضر .. وفي قادم الأيام
إب نيوز ٢٤ ذو الحجة
عبدالملك سام –
اليوم أهل غزة، قتل وتجويع وتشريد، وخذلان وتواطؤ وتكالب، ودماء وعرق ودموع، وصراخ ودعاء ونحيب.. لقد تحولت غزة إلى كربلاء أخرى، ومن يعتقدون أنهم مسلمون بالوراثة يتفرجون على المذابح بصمت مريب ومخزي، بينما الأجانب في أطراف الأرض يتظاهرون ويتحركون من أجل فلسطيننا العربية، فتبت أيدي الجبناء وتب!
لن أقول أكثر في هذا الموضوع رغم القهر الذي يملاء الصدور؛ فما يمكن أن يقال تالياً ليس إلا قيحا لن يعجب أحد.. لذا سأصمت. ولكن ياللعجب عندما نرى من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة وهم يتبجحون ويهددون ويقتلون ويعربدون ويذلون أكثر من مليار مسلم منذ عشرات السنين، وهم في قلب متطقتتا محاطين بنا من كل جانب! هل أنا مجنون أم أن أمتنا التي جنت؟! لا شك عندي أن الله سينتقم من العرب شر انتقام، إلا من تحرك منهم لينجو بنفسه من هذا المصير.
في المقابل الجانب الوحيد الإيجابي هو تطور قدرات محور المقاومة برا وبحرا وجوا، وهذا التطور – الذي لم يسلم من ألسنة المنافقين – ملفت إلى درجة أنه بات يشكل خطرا وجوديا على اليهود كما يقول الصهاينة أنفسهم. أما نحن فنعلم يقينا أن هؤلاء الأغراب المحتلون راحلون لا محالة، والمسألة مسألة وقت لا أكثر وإن كان الثمن باهضا. حتى لو اجتمعت الأنظمة المتواطئة في مشارق الأرض ومغاربها مع كيان العدو فلن ينفعوه بشيء؛ فوعد الله وسننه أولا، وما نراه من أزدياد في قوة المقاومة ثانيا، وزيادة حدة الظلم والإجرام ثالثا، كلها تؤكد أن لا مفر للعدو من الخزي والسقوط المدوي.
يتبقى لنا نقطة، وأسمحوا لي أن أذكرها دون تصريح، ولكني أعرف أن هناك من سيفهمها ويعيها، ولعلها تكون تذكرة لبعض من زلوا فيعودوا عن غيهم.. الحق قوة، وقد قال الإمام علي (ع): “من صارع الحق صرعه”، وعبر التاريخ – تاريخنا أو تاريخ باقي الأمم – دائما ودائما ودائما سينتصر الحق طالما كان من يمثله على مستوى الحق الذي يحمله، ويستبدل الله به الباطل، والباطل رخيص جدا، ولا يختار طريقه إلا من سفه نفسه، فضل سعيه، وخاب أمله.
قائدنا وسيدنا ومرشدنا، أرواحنا له الفداء، فوالله لو خاض بنا البحر لخضناه، ولو أشار لنا لتبعناه، ولو خيرونا بين هذا الطاهر الزكي ومن سواه لوجدوا قلوبنا قابعة ببابه، وأبصارنا معلقة بتلابيب سكناته وحركاته، وأسماعنا لا تألف غير كلامه وتوجيهاته، وما عداه زيف تأنفه أرواحنا.. لن نتحرك إلا في طريقه، ولن نتجه إلا بحسب ما يوجهنا له، فوالله الذي وفقنا به لن نتخلف عنه ما بقينا.. إلى هنا فليتوقف طموح الخائنين والمجرمين؛ فأحلامهم فند، وجمعهم بدد، وأيامهم عدد، والله المستعان.
……
*يقول الله سبحانه في سورة (المجادلة): {كتب الله لأَغلبن أَنا ورسلي إِن الله قوي عزيز}.