معا سنبني يمننا

إب نيوز ٣ محرم

 عبدالملك سام – اليمن

كثر الحديث عن التغييرات الجذرية، وعن أسباب تأخرها، وعن طرق أختيار الأشخاص الذين سيتم تعيينهم، بل وأجتهد البعض إلى أن توصلوا – بطرق تشبه الكهانة – إلى نتيجة مفادها أن التغييرات ستفشل!! كل هذا يتم وهم متربعون في زوايا مجالسهم، ودون أن يستشعروا صعوبة الأمر وخطورته، رغم أنهم يعلمون أننا في خضم معركة ضروس على جبهات عدة ليس أقلها العدوان والحصار على بلدنا، ومعركة دعم قضية الأمة – فلسطين!

من هنا ندرك أهمية ما تحدث عنه السيد القائد في خطابه بمناسبة رأس السنة الهجرية الجديدة، فقد تحدث عن أهمية النفسية التي يجب أن نتحلى بها كأنصار لدين الله منذ القدم، وعن الصفات التي يليق بنا حملها كأخوة وأبناء بلد واحد يهمنا أن ننجح هذه التغييرات لمصلحتنا ومصلحة قضايا أمتنا، خاصة والعيون متجهة نحونا من كل صوب بعد أن أيدنا الله لنتحول إلى رقم صعب في المعادلة السياسية للمنطقة، وهذا ما يجعل من المهم أن نضطلع بدورنا كما يجب كأمة تحمل رسالة خير وكرامة للجميع.

هناك بعض الإخفاقات في المرحلة الماضية والأسباب كثيرة؛ فمنها مثلا أن ثورتنا لم تقع في فخ الفتنة كما حدث مع الآخرين بأجتثاث كل من كان له صلة بالنظام السابق، وقد كان قرار القيادة الحكيم بألا تهدم المؤسسات القائمة، والبناء على ما سبق حتى يدرك الجميع أن الثورة للجميع.

ومن أسباب الاخفاقات أيضا أن بعض المسؤولين لم يكونوا بمستوى فهم الوضع الجديد الذي كان يفترض أن يستشعروا أهمية دورهم في ثورة البناء كأنموذج يتطلع إليه من الداخل والخارج؛ فانحصر أهتمامهم بكيفية الإفادة الشخصية وفق الأسلوب الذي ورثوه من الماضي، ولم يدركوا خطورة بطانات السوء التي كانت تتربص بهم!

إن أخطر ما واجهناه هو ذلك الأستهداف الذي جائنا من الخارج، وما الكشف عن شبكات التجسس التي عملت على خلخلة الوضع الداخلي إلا تأكيد على هذا الطرح. فقد عمل العملاء على أستهداف المؤسسات لإفشالها بشتى الطرق، وأستهداف المسؤولين بأحاطتهم بمجاميع من المنافقين الذين أستطاعوا أن يقصوا الشرفاء عن التأثير الإيجابي، والأيقاع بالمسؤولين المؤثرين بإفساد رأيهم بالمشورات الهدامة التي أدت لإفشال أي إصلاح أو بناء، مستغلين عدم وجود الخبرة اللازمة لدى بعض المسؤولين الجدد، أو بأستغلال مراكزهم لبث الوهن داخل هذه المؤسسات بالتزييف والتحريض.

هناك من سيلومني على ما سأقول، ولكن بعد تردد رأيت أنه لابد مما ليس منه بد لكي ندرك خطورة ما حدث حتى نتجنبه فيما سيحدث! فقد حدث أن تم التحريض ضد رجال الثورة حتى تم أستبعادهم عن أي قرار، رغم انهم أثبتوا فاعليتهم أيام اللجان الثورية حتى أعترفت جهات سياسية دولية بكفائتهم خلال سنوات العدوان الأولى.

حدث ويحدث أن تم التحريض الطائفي والمناطقي والفئوي، وصولا للتحريض ضد مؤسسات وشخصيات بعينها، وكلنا سمع ورأى نتائج كل هذا، وكان يفترض بنا أن نتصرف بأخوة، أو حتى ببراغماتية وفق مصلحتنا جميعا؛ فالنجاح للجميع، وهذا برأيي سبب تركيز القائد على أهمية البعد النفسي لضمان نجاح أي تغيير مستقبلا.

لو سألتوني عن رأيي، فبالطبع أنا متفائل؛ فقيادتنا الحكيمة صمام أمان لنا، وكلنا رأينا بلدنا أخيرا وقد صار محط أنظار العالم، وصار لنا قرار نستطيع أن نفرضه على أكبر وأقسى رأس في هذا العالم. صار لنا جيش ذو بأس ينظر له كمدرسة عسكرية فريدة، وتخطينا معا أخطر وأقذر وأشرس المؤامرات، ومع الأيام نزداد قوة وتأثيرا، فلماذا لن ننجح في باقي الأمور؟!

بقي أخيرا نقطة مهمة أود التذكير بها، ألا وهي مسألة إصلاح القضاء، والتركيز على أصلاح القوانين التي أدت لإطالة القضايا، وتضييع حقوق الناس بقوانين مستوردة فاسدة خلقت الكثير من المشاكل بدل إيجاد الحلول، وأفسدت ولم تصلح ما بين الناس، ولا ننسى أن العدل أساس الحكم، وأساس البناء والرقابة والتصحيح، وأساس الأستقرار.

نعم سننجح بفضل الله سبحانه، وبقيادتنا الحكيمة، وبترابطنا مع بعضنا، وبحكومتنا القادمة التي هي جزء منا وفي خدمتنا لا علينا، وبموروثنا وهويتنا وأصالة توجهنا، وبمسيرتنا المستمدة من ديننا وثقافتنا، والقادم – بإذن الله – أعظم.

 *برأيي الشخصي أنه يجب علينا أن ندعوا الله للقيادة والحكومة الجديدة؛ فمنذا يقبل أن يتولى منصبا في هذه الفترة الصعبة، وفي ظل هذه التحديات، وبعد كل ما حدث؟! كان الله في عونهم.. أما عن مواقف النظام السعودي الأخيرة ال….. لنتركه للمقال القادم.

You might also like