غزة هاشم .. كربلاء تتجدد وظلم يتبدد !
إب ٩ نيوز محرم
كتبت : وفاء الكبسي .
كربلاء ليست أرض فقط أو ملحمة قط، بل هي كل معركة أيا كانت حدودها ما بين الخير والحق والعدالة والإنسانية من جانب، وما بين الشر والظلم والاحتلال والأنظمة العنصرية والاحتلال من جانب أخر، فكل أرض سفح فيها الدم العربي المسلم ظلمًا و عدوانًا كغزة واليمن وغيرها من البلدان الإسلامية وواجهت الشر والظلم هي أرض كربلاء.
نعيش هذه الأيام ذكرى ملحمة وبطولة الإمام الحسين بن علي وأهل بيته وأصحابه وأنصاره، على إجرام ونفاق الأمويين، فما أشبه ماحدث بالأمس من كربلاء في الطف بما يحدث اليوم من كربلاء في أرض غزة هاشم؛ فلم يتورع الاحتلال الصهيوني الحاقد عن ارتكاب أفضع الجرائم التي بلغت ذروتها في الوحشية المفرطة بالتطهير والإبادة الممنهجة بحق الإنسان والأرض والبنى التحتية، مستخدمًا كل ما قدر له من أسلحة محرمة دوليا، وأطلق العنان لطائراته وعتاده وقنابله وصواريخه لتقع على رؤوس المدنيين من أطفال ونساء ورجال فتقطع جثثهم إلى أشلاء، وتدمر البيوت وتحرقها، كما اغتصابوا النساء وقطعوا الوقود عن غزة المحاصرة، مثلما حدث يوم كربلاء الحسين من فظائع من نحر الطفل الرضيع وقتل الرجال والتمثيل بالجثث الطاهرة وسبي النساء وحرق الخيام وقطع الماء عن معسكر الامام الحسين.
فغزة هاشم هي كربلاء هذا العصر وأمريكا هي يزيد، فلولا الضوء الأخضر الأمريكي والغربي ما واصل العدو الإسرائيلي عدوانه الإجرامي، متخذًا من التواطؤ والخذلان العربي والغربي سببًا في التوغل في إجرامه ألامحدود بحق الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة.
في كربلاء الأمس لم يقف مع الإمام الحسين إلا أنصاره الذين استشهدوا معه، وفي كربلاء اليوم لم يقف مع عزة إلا محور المقاومة من اليمن والعراق وحزب الله في لبنان وسوريا، وكما وقف جيش الإمام الحسين وأنصاره في وجه جيش يزيد، اليوم تقف غزة وأنصارها في وجه جيش الاستكبار العالمي في كل العالم.
غزة هاشم اليوم اختارت طريق الإمام الحسين لتحقيق الانتصار، فكما اختار الإمام الحسين- عليه السلام- التضحية بدمائه ودماء أهل بيته من أجل الانتصار على إجرام ونفاق الأمويين وفضح ادعائهم الإسلام كذبًا ونفاقًا، فما قتلهم لآل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وسبي نسائهم وقتل وذبح رجالهم وأطفالهم إلا أكبر دليل على ذلك، ولكن الدماء الطاهرة الزكية وكل تلك المظلومية حركت الناس فتوالت بعد كربلاء الطف الثورات الحسينية في كل بقاع الدولة الإسلامية تحت شعار” هيهات منا الذلة”، وبهذا النهج الفدائي الكربلائي انتصر الدم على السيف، وبهذا النهج تقوم غزة اليوم بفضح وتعرية الإجرام الصهيوني، و الوحشية الأمريكية الغربية الحامية الدعمة للصلف الصهيوني الإسرائيلي الوحشي.
فغزة هي كربلاء تتجدد وتُبدد كل ظلم يزيدي معتدي، وكما انتصر الدم على السيف في كربلاء الطف، سينتصر الدم في غزة هاشم، وكل الدماء الزكية الطاهرة المظلومة في اليمن والعراق وسوريا وليبيا وتكسر كل السيوف الإجرامية بقيادة حفيد الإمام الحسين السيد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله، فسلام الله على الإمام الحسين وحفيد الحسين، والنصر لكل من كان شعاره هيهات منا الذلة.