الانتخابات الامريكية.. ترامب أم ترامب؟!

إب نيوز ١٣ محرم

عبدالملك سام – اليمن

مثل الأفلام التي كان الأمريكيون ينتجونها في ستينات القرن الماضي، محاولة اغتيال (دونالد ترامب) لا تعدو كونها فيلم سينمائي رخيص ذكرني بالخدع التي كان يؤديها أيام كان يشارك في حلبات المصارعة في الماضي. من أستغرب أن الحيلة انطلت على الجماهير فدعوني أؤكد له ألا داعي للأستغراب؛ فالإنتخابات الأمريكية برمتها مسرحية سمجة، وهي تشبه إلى حد كبير تلك الإنتخابات التي أجراها الأمريكيون عندنا لإنتخاب (الدنبوع) رئيسا دون وجود أي منافس!

في أمريكا التي تتفاخر بأنها رائدة الديموقراطية في العالم، يجبر الناخبون على الأختيار بين مرشحين كلاهما تم تعيينهما مسبقا من قبل اللوبيات المسيطرة على الولايات المتحدة، وعملية المنافسة تتم لأختيار أكثرهم ولاء لهذه اللوبيات! وصوت الناخب لا قيمة له إلا كديكور لإضفاء صورة ديموقراطية غير موجودة، ويكفي أن نعرف أن (هيلاري كلينتون) عندما واجهت (ترامب) في إنتخابات 2016م قد حصلت على أصوات أكثر من (ترامب) بفارق 2 مليون صوت، ورغم هذا فقد فاز (ترامب)!

العملية الانتخابية الامريكية تم تعقيدها لدرجة أنه لا يفهمها إلا أصحاب القرار الذين يسيطرون على بلاد (العم سام) وموظفيهم، نواب وشيوخ ومندوبين ووكلاء …الخ، والطريف أن مسرحية محاولة الاغتيال قد تم بثها في إحدى حلقات مسلسل (عائلة سيمبسون) الذي يرتبط بشكل ما بالمخابرات الأمريكية، والحلقة موجودة لمن يريد ان يطلع عليها على الانترنت، وقد تم بثها منذ سنوات عدة!

الدلائل كلها تشير أن الرئيس الأمريكي مجرد ممثل يؤدي دوره للتغطية على المتحكم الحقيقي بسياسات الولايات المتحدة، وأي رئيس يخطئ يتم إزاحته بالقتل والتشويه كما حدث لأربعة رؤساء أمريكيين ولعل اشهرهم (جون كينيدي) الذي قتل في العلن وأمام شاشات التلفزيون لأنه طالب فقط بأن تقوم الحكومة الأمريكية بطباعة عملة البلد (الدولار) بنفسها عوضا عن قيام عائلة (روتشلد) اليهودية بالسيطرة على طباعة العملة التي تمثل أهم مظهر للسيادة في أي بلد!

ما يجب أن نفهمه نحن كشعوب مستهدفه أنه لا فرق بين (بايدن) أو (ترامب)، وكلاهما يخضع لسيطرة اللوبي الصهيوني الذي يعتبر أخطر لوبي يتحكم بالسياسات الأمريكية، ونتيجة الإنتخابات الامريكية لن تغير من سياسات أمريكا تجاه منطقتنا وشعوبنا.. علينا أن نسعى لتأمين مصالحنا، ومصالحنا فقط. كل تحرك للوقوف ضد النظام الأمريكي هو موقف صحيح ومحق ومنجع، وكل موقف متهاون ومتواطئ مع النظام الأمريكي هو موقف غبي وأحمق وخاسر، ولن يؤدي إلا لزيادة معاناتنا، ومضاعفة خسائرنا لثرواتنا وأرضنا لصالح كيان العدو الإسرائيلي.. فمتى تصحو شعوبنا؟!

محور المقاومة هو موقف تقدمي تحرري، بدأ كحركة مقاومة ليتحول إلى حركة تحرير، ومع الوقت بات هذا النهج يتوسع إنطلاقا من حركات وتنظيمات وصولا إلى التحرك الشعبي، ونتائج هذا التحرك تظهر بشكل أكبر يوما بعد يوم حتى صار تحركا دوليا بما ينبئ بنتيجة هذا الصراع الحاسم والذي لن يكون إلا في مصلحة الشعوب.

نتيجة الانتخابات الأمريكية – لحسن حظنا – بالتاكيد ستصب في مصلحة محور المقاومة؛ فقد عاد من كان يهين العملاء المنبطحين على الملاء رغم خضوعهم التام له! شعوب المنطقة الساكتة ستضج مما سيحصل من أزمات وحروب قادمة، وسيتحرك الجميع مع محور المقاومة لأنه الحل الوحيد المطروح على الساحة والذي يضمن عودة الحقوق لأصحابها، وبالقوة.. لنتحرك جميعا ولو على مستوى الكلمة والموقف والتآزر، ولننتصر معا لأننا أمة واحدة، والخزي والعار لكل أولئك الخونة والمنبطحين والساكتين رغم كل ما حدث ويحدث.

….

*كتبت سابقا مقال بعنوان: (ترامب.. الفلتة الذي طالما أنتظرناها!)، ويسرني أن موقفي ما يزال كما هو، وكلي تفاؤل بأن هذا الأحمق هو من سيقضي على ما تبقى من هيمنة أمريكا، خاصة ونحن نرى أن العالم كله يتغير نحو الأفضل، وهذا “الأفضل” ليس في مصلحة المجرمين بكل تأكيد.

You might also like