كاتب وصحفي اردني: (اليمن) وشرف الموقف.. عدوان صهيوني سافر والردع المطلوب
الفعل الإجرامي الصهيوني يصل إلى اليمن، وتغير طائرات جيش الغدر على منطقة الحديدة ، تقتل وتدمر وتحرق ، كل هذا تحت مسمى الدفاع عن النفس ، وهي السارقة للوطن الفلسطيني ، الذي يشكل محور القضية ..فالإحتلال المدعوم رسميا بآلة القتل الأمريكية ودول عظمى، اصيب بهستيريا سياسية دفعته إلى توسيع رقعة الإجرام بالجغرافيا العربية ، والدم العربي ، والمفدرات العربية ، دون أدنى خلق يردع هذا الكيان المارق والناطق بإسم الشر أينما وجد.
غارة طيران الإحتلال السبت الفائت على الشقيقة اليمن ، تجيء في توقيت ضيق للإحتلال بقصد توسيع نطاق العدوان للخروج من مأزق غزة التي لقنت جيش الاحتلال أصعب الدروس منذ نشأة هذا الكيان المارق ..، وغارت طائرات الإحتلال على اليمن الشقيق ، يجيء أيضا ضمن إطار العداء الصهيوني للعرب آجمعين دون تمييز في اللون أو اللكنة أو الدين.. فالعربي والإسلامي على إختلاف مشاربهم العقائدية والفكرية هم ليسوا أكثر من (عدو) للصهاينة وفق ثقافتهم التلمودية /الصهيونية التي ترى في الإسلام والعرب الجدار الصلب الذي يقف أمام توسعهم الإستيطاني السافر على حساب الهوية الوطنية الفلسطينية ، والجغرافيا العربية عبر تضاريس من النيل إلى الفرات ، وما بينهما من لسان عربي ، ودم عربي وجغرافيا لا تعترف ولا تعرف سوى العربية في النطق والثبات والدفاع عن الهوية والأرض
اليمن بموقفه المشرف المنافح والمدافع عن غزة هاشم بن عبد بن مناف الجد الثاني للنبي العربي الهاشمي محمد بن عبدالله عليه السلام ..اليمن اليوم يدفع ثمن شرف الموقف الصلب والثابت لإزاحة الظلم الواقع على فلسطين عموما وغزة على وجه الخصوص التي تتعرض لمذبحة جماعية منذ (10) شهور ، وبدعم أمريكي وقح وبريطاني سمج ودول عظمى تتشدق برعايتها للإنسانية والسلم والسلام ، وهي من كل ما ذكر براءة ، بعد صمتها التي كشفت النقاب عنها بشكل فج فضيحة (غزة غيت) وما رافق ذلك من إراقة دماء لنحو (40) ألف شهيد وما يزيد على 90 ألف جريح وأكثر من مليون نازح ينقلون أطفالهم ويتنقلون كل يوم في رحلة نزوح متكرر لم يشهد التاريخ مثيلا لها .
واليمن ذاته الذي دخل منذ أمد بعيد إلى أندية شرف الموقف العربي والإسلامي والانساني ، في دفاعه عن الأشقاء في غزة ، لم يكن مطلقا خارج دوائر الرصد والمتابعة ، بل ظل في قلب الحدث فاعلا ومتفاعلا ، ولم يقبل اليمن رغم جراحه الداخلية ان يقف في خانة المتفرجين..هو لم يعتاد على ذلك ، حين يرى الشقيق العربي بحاجة للعون ..ورغم جراح اليمن التازف غير أن اليمن (السعيد) أقدم منذ عدوان ما بعد السابع من أكتوبر المجيد إلى تحديد موقفه ، ودخل ساحة النزال والمنازلة مع العدو الصهيوني الساعي إلى محاولات إسكات اي صوت يستصرخ لغزة ..وإغتيال أي ضمير ينحاز إلى غزة ..وقطع كل طريق تمد يد العون إلى غزة ..واليمن اليوم في عدوان طائرات سلاح جو العدو على أراضيه ، ما هو إلا تعبير إجرامي همجي سافل عن السلوك العدواني للصهاينة الذين (يعيثون بالأرض فساد ) على مسمع ومرأى من يزعم انه ينتمي إلى العالم الحر المشبع بالإنسانية الكاذبة وقوانيها الزائفة ..عالم يرى الظلم ولا يكترث..يرى الطغيان فيصاب بالفقأ ، وعمى الألوان .
يسعى الإحتلال إلى تصدير أزمته وهزيمته في غزة ، للحد من فقدان هيبته المزعومة..ويلهث الإحتلال إلى توسيع دائرة القتل للأبرياء ،لإعادة الإعتبار لصورته الممسوخة على بد المقاومة الفلسطينية في غزة..وهو بذلك يسعى أيضا إلى محاولة إدخال أطراف أخرى إلى ساحة الحرب ، لتغطية بشاعة جرائمه في غزة .
في تقديري للمشهد ، أجزم ان الحالة اليمنية القتالية ، لن تترك هذا العدوان الصهيوني السافر يمر ..فموائد الكرام (اليمن) لديه فائض من العزيمة للرد والردع وقلب طاولة اللئام الصهاينة على رؤوسهم ، كإجراء طبيعي على العدوان ..ولدى اليمن ما يكفي العزيمة لهزيمة العدو الذي يظن انه قادر بسلاحه الجوي التنمرد والتمرد على اليمن أصل العرب .
الخسائر المدوية التي لحقت بالصهاينة على يد المقاومة الفلسطينية في القطاع غزة، ادت إلى إخلال وإختلال في المعادلة الصهيونية “إسرائيل” التي افترضت في نفسها انها قوة الردع الوحيدة في المنطقة ، فهي أي المدعوقة “إسرائيل” لن تصمد أمام الحالة القتالية الفلسطينية في غزة والضفة ، وبمساندة قتالية عربية تؤمن بشرف الموقف ، لن تصمد أسابيع ، غير أن الدعم الأمريكي المطلق لها وتابعتها بريطانيا قد يعملان على إطالة عمر الدولة العبرية العابرة ، منذ نشوئها إلى اللحظة الراهنة .
لا يمكن وفق الاسترسال بالتاريخ اليمني ، ان تقبل اليمن بهذا العدوان ، ولن تسكت عنه ، فالرد الحتمي قادم وبشكل قد يربك العدو ويذهل العالم ..العالم الذي يساند المظلوم ولا يعين الظالم ..، ولنا في التاريخ اليمني عبر كثيرة أثارت دهشة العالم .
في ظل تمدد الظلم وإتساع رقعة الظالم الصهيوني الوقح سواء في غزة ،أو اليمن أو لبنان صار لزاما على العالم ان يقول كلمته وقراره بوقف هذه الهستيريا المفتقرة لأبسط شروط العدالة..تلك العدالة المفقودة التي داستها دول عظمى ببساطيرها لإرضاء الصهيونية الفاجرة ..
*عدنان نصار
كاتب وصحفي اردني..