الهجوم اليمني على تل أبيب: دلالات وأبعاد
إب نيوز ١٩ محرم
د. نجيب علي مناع
شكل الهجوم اليمني المُعلن عنه على مدينة تل أبيب “يافا الفلسطينية” المحتلة باستخدام طائرة مسيرة، حدثًا بالغ الأهمية يحمل دلالاتٍ وتداعياتٍ سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية مُتعددة.
يمثل الهجوم تحديًا استراتيجيًا مُباشرًا لِـ إسرائيل، مُظهِرًا قدرة اليمن على الوصول إلى عمق أراضيها. ويُشير الهجوم إلى تحولٍ في مسار الصراع، مُنتقلًا من الحدود المُشتركة بين اليمن والسعودية إلى قلب “إسرائيل” نفسها
تُعدّ العملية رسالة قوية لِـ إسرائيل وَلِـ داعميها، مُؤكدة على قدرة القوات اليمن على مواجهة التهديدات واستخدامها كسلاحٍ في سياق الصراع. يُظهر الهجوم إصرار القوات اليمنية على استهداف إسرائيل بصورةٍ مُباشرة، دون الاكتراث بردّ فعلها المُتوقع، حتى تتراجع عن غيها وتوقف عدوانها وحصارها عن غزة.
كما يُفاقِم الهجوم التوتر المُستمر في المنطقة، ويزيد من حدة الصراع بين اليمن وإسرائيل و داعميها. هذا ويُثير الهجوم مخاوف شعبيّة في إسرائيل حول قدرة حكومتها على حمايتها من التهديدات الأمنية. وقد تُشكل العملية ضغطًا سياسيًا كبيرًا على الحكومة الإسرائيلية، مُطالبةً إياها بتقديم تنازلات .
كما سيشهد الهجوم ردود فعل دولية متنوعة، مُؤكدة على قلقها من تصاعد التوتر في المنطقة، وضرورة العمل على وقف العنف وصولًا إلى حل سلمي.
قد تُؤثر العملية على الإقتصاد الاسرائيلي: على قطاع السياحة في إسرائيل ، مُتسببًا في تراجع عدد السياح خوفًا من مخاطر التوتر الأمني. وقد تتكبد إسرائيل خسائر اقتصادية نتيجةً للعملية، مُتعلقةً بالإنفاق الأمنيّ وِتَصَرّفَاتِ مُستثمرين محتملين. كما يُرجح أن يُؤدي الهجوم إلى تصعيد الصراع بين إسرائيل و داعميها من جهة واليمن من جهةٍ أخرى.
كما قد تُؤدي العملية إلى إعادة النظر في مُبادرات السلام في المنطقة، مُضيفةً تحدياتٍ جديدة على المسار المُستقبلي. يُشير الهجوم إلى ضرورة التقييم الدقيق لِـ إسرائيل لِـ استراتيجيتها الأمنية، وِتَطويرِ أدواتها المُتاحة لِـ صدّ التهديدات اليمنية المقبلة.
ختامًا: يشكل الهجوم اليمني المُعلن عنه على تل أبيب (يافا) المحتلة، حدثًا مُهمًا في سياق الصراع في المنطقة، مُترجمًا مُتغيراتٍ جديدة على أرض الواقع. ويبقى من المُهم مراقبة التطورات المُستقبلية لِـ معرفةِ اتجاهِ الصراع وكيفيةِ تفاعُلِ أطرافِهِ مع هذه التطورات