صمود غزة يُزهِر وشعبها لن يُقهَر
إب نيوز ١٨ محرم .
بقلم/ هاشم احمد شرف الدين
.
مهما كان ما يمر به الفلسطينيون اليوم في غزة، فإنهم في المستقبل، سيحمدون اللهَ تعالى، على أنهم لم يستسلموا. وعلى الرغم مما يواجهونه اليوم من مِحن، فإنهم بنعمةِ الصبرِ والإصرار التي امتلكوها، سيستريحون في المستقبل.
لماذا؟
لأنَ بُذورَ العزة وُضِعت في تُربةِ الصمود.
لأن البذورَ القوية – وسطَ الشدائد – تُزهِر نصراً وكرامة، وإن كان الطريقُ إليها محفوفاً بالتحديات.
ولأنه في الرفض للاستسلام تتجلّى ملامحُ المستقبلِ المشرق الذي يتطلع إليه الشعبُ الفلسطيني.
ومثلما يشكرون الله – سبحانه وتعالى – اليوم، رغم ما يمرون به من آلام، فسيشكرونه في المستقبل على تثبيته لهم، وصبرهم وعدم استسلامهم. سيشكرونه أكثر في المستقبل، عندما يرون أن المصاعب التي يمرون بها الآن، تصبح حجرَ الزاوية لانتصارِهم ونهضتِهم.
الأيامُ السودُ التي تمر بها فلسطين ستنقشع، وسوف تُرى شمسُ الحرية تُشرق من جديد على أرضِها المباركة. وسيحمد أبناؤها اللهَ – سبحانه وتعالى – على صمودِهم وتمسكِهم بحقوقِهم المشروعة، مهما كانت التضحياتُ والمِحنُ التي واجهوها.
ومهما كانت محنتُهم الراهنة، سيُدرك الفلسطينيون في غزة، أنهم، بفضلِ الله تعالى، وصمودِهم، لم ييأسوا، وأن الله سيجازيهم على ثباتِهم، وسيُكافئهم على جهادِهم.
ورغم ما يكابدونه اليوم من مآسٍ، فإنها ستُثمِرُ في قلوبِهم شكراً للهِ على صمودِهم، على تمسكِهم بالأمل، على رفضِهم الاستسلام.
سيشكرون المولى، على مدِّهِ لهم بأسبابِ قوةِ الإرادةِ وعدمِ الخضوعِ للقهرِ والاستبداد.
لقد عاشوا أشهراً عصيبة، وما يزالون، غير أن نهجَ الصمودِ الذي سلكوه، وعدمَ استسلامِهم، سيشكّل في المستقبل، مصدرَ فخرٍ واعتزازٍ لهم.
ولا شكَ مطلقاً، بأنهم سيُصبحون قدوةً في التضحيةِ والمثابرة.
فليصبروا وليثقوا بأن الغدَ سيحملُ بين طياتِه بشائرَ الفرج والانتصار، ليدركوا حينها أن تحمُّلَ المرارةِ في الحاضر كان ثمناً زهيداً مقابل عذوبةِ الانتصار في المستقبل.
لأن من مقتضياتِ الصبرِ والثباتِ على الحقِ أن يُفضيَ آخرَ المطافِ إلى نَيلِ المُراد والظفَرِ بالمرجو.
حينذاك، سنرى جميعاً – بإذن الله – كيف أن الصبرَ والإصرارَ على الحقِ حَفِظَ للفلسطينيين كرامتَهم وعزتَهم.
سنرى اليومَ الذي سيرفعون فيه رؤوسَهم شامخين، شاكرين المولى على ما منحهم من قوةٍ وثباتٍ في وجهِ المِحن.
سيأتي اليومُ الذي يشرق فيه نورُ الأمل على وجوهِ أبناء غزة، وهم يحمدون الخالقَ على أنهم لم يركعوا أمامَ الشدائد، وأنهم صبروا في جهادِهم من أجلِ الحريةِ والكرامة.
إنَ الغدَ حلمٌ يستحق أن يُعاش، والنصرَ حتمٌ لا محالة.
{واللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.