فليضحكوا قليلا.. وليبكوا كثيرا
إب نيوز ٢٦ محرم
عبدالملك سام .
من الطبيعي أن يفرح الصهاينة وغلمانهم عندما يسفكون الدماء الزكية غدرا، ومن الطبيعي أيضا أن يعتبروا جرائمهم نصرا كبيرا. أما الغير طبيعي هو أن يعتبر البعض منا هذه الجرائم خسارة لا يمكن تعويضها؛ فأولا وأخيرا نحن أبناء أمة تعتبر الشهادة نصرا، ونعرف أننا في طريق الحق لابد أن نضحي بأموالنا وانفسنا واحبائنا كما أمرنا خالقنا، فالجائزة تستحق كل هذه التضحيات.. أليس كذلك؟
كل قادة المقاومة قالوا بأنهم يتمنون أن ينتصروا، سواء بالشهادة أو بدحر المجرمين، وكلهم كانوا على استعداد لبذل ما يستطيعون لتحقيق هذه الأهداف السامية، ولذلك فمن المفترض بنا أمام هذه الأحداث أن نزداد وعيا وتصميما وقوة. وبأعتبار أن الله سبحانه مولانا، فلنكن على ثقة أن هذه الأحداث تسير وفق نظام دقيق تتطلب منا أن نزداد قوة لننتقل إلى مرحلة أكبر وأهم في صراعنا مع الشر، وطالما أننا ندرك بأن النتيجة مهما كانت في سبيل الله، إذا لا خوف ولا قلق ولا قنوط سيمنعنا من مواصلة تحركنا.
سلام الله على المجاهدين الشرفاء، والشهداء العظماء، ونسأل الله أن يثبتنا كما ثبتهم. هم عظماء لأنهم تغلبوا على أنانيتهم، ولم يؤثروا السلامة والسكوت وهم يرون الظلم يتمادى، وكانوا واثقين فيما عند الله، وكل واحد منهم كان يعتبر نفسه مشروع شهيد. كان أكبر همهم أن ينطلقوا في سبيل الله لنصرة الحق والمستضعفين، ولم يدخروا جهدا ليصطفيهم الله شهداء من بيننا، وما استشهادهم إلا نصر عظيم بعد أن أدوا ما عليهم.
من بيننا سيأتي قادة جدد يستمدون قوتهم ممن سبقهم، وعلى أيدينا ستتحقق أمنيات شهدائنا العظام، ولن تستطيع أي أحداث – وإن كانت كبيرة ومزلزلة – أن تثنينا عن إكمال ما بداءه شهدائنا.. أما الصهاينة ومنافقيهم فليضحوا قليلا، وليبكوا كثيرا؛ فلن تزيدنا جرائمهم إلا عزما وقوة على اجتثاثهم وارسالهم إلى الجحيم، وكلنا شوق لنيل إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة.
يا شهدائنا الأعزاء، أقرءوا رسول الله (ص) ومن سبقوكم منا السلام.. أخبروهم أننا على دربهم ماضون، وإلى لقائهم متطلعون، وأننا لن نكل أو نمل أو نهدأ حتى نأخذ بثأرهم، وحتى يدفع المجرمون ثمن جرمهم، وحتى نمحوا كل آثار شرهم. الأرض ستتحرر، والمقدسات ستعود، والحق سيعود.. لن تزيدنا الجرائم إلا قوة، والمعركة ستستمر، والنصر أقرب الينا من أي وقت مضى بفضل الله.. الله مولانا ولا مولى لهم، والعاقبة – حتما – للمتقين.