الرد آت.. فترقبوه على رجل ونص!
إب نيوز ٢٩ محرم
عبدالملك سام –
كم كان مؤلما أن نسمع رد ابنة الشهيد (إسماعيل هنية) على سؤال يطلب منها أن ترسل رسالة للعرب والمسلمين، فكان ردها أن طلبت منهم أن يظلوا في مقاعدهم متفرجين على ما يحدث من جرائم في غزة فقط! رد مؤلم فيه من المرارة ما لا يحتمله أي إنسان تبقت بين جوانحه بعض الكرامة والإباء..
بينما لم نسمع سوى عبارات الشجب والتنديد – كالعادة – من الأنظمة العربية والإسلامية (الكثير منها لم ينبس ببنت شفة!)، وخرجت بعض الشعوب لتدين ما حدث في بعض المدن والعواصم، بينما البعض الآخر لم يتجرأ على الخروج لأسباب معروفة ألا وهي أن لديهم أنظمة خائنة وعميلة لن تتورع عن الفتك بأي شخص يتجرأ على إعلان موقفه الداعم لقضايا أمته، أو إعلان موقفه من الأعداء المجرمين الذين تعدوا بإجرامهم كل الحدود.. فأي واقع بائس تعيشه أمتنا؟!
الأنظار كلها كانت متوجهة نحو محور المقاومة الذي بات الممثل الوحيد لآمال وتطلعات الأمة، وسواء أعترفت الأنظمة وأبواقها بهذه الحقيقة، أم لم تعترف، فكلنا نعرف أن الشعوب تؤيد وتساند قضية الأمة المركزية (القضية الفلسطينية)، وأن هذه الشعوب لولا المؤامرات وخيانة الأنظمة العميلة لأنطلقت لنصرة غزة والتخلص من رجس الأحتلال الإسرائيلي نهائيا، ولما وجدت شعبا عربيا أو إسلاميا يقبل بالتطبيع مع هؤلاء الأوغاد المجرمين.
ردود قادة المحور كانت متمهلة بحجم الجريمة التي أقترفها الصهاينة وحليفهم الأمريكي، ولكنها كانت قاطعة من حيث حتمية الرد الذي لابد منه. هذا ما جعل اليهود يخرجون عن طورهم وعن دور الرزين الواثق من نفسه، وليظهر قلقهم في الإجراءات الإحترازية الإستثنائية التي أتخذوها في انتظار ما سيحدث. بينما أجمعت مواقف المقاومة على أن الرد لابد أن يكون بحجم الجريمة الغادرة التي تعدت كل حدود.
الأكيد أن العدو اليوم يقف على “رجل ونصف” مترقبا الرد، والمتوقع أن رد المقاومة لن يأخذ وقتا طويلا، وبالنظر إلى حجم الجريمة فإن المقاومة لن تكتفي بضرب مواقع عسكرية كما حدث سابقا، وقد سارع العدو للإيعاز لأبواقه الإعلامية حتى تستفز المقاومة للرد سريعا دون إمهال ظنا منه أن هذا سيدفع المقاومة للرد بسرعة دون تمهل وتخطيط، فموقف الحذر يجعل العدو يخسر الكثير نفسيا وأقتصاديا، وهذا ما يوجعه أكثر من الرد نفسه!
لدينا مثل شعبي يقول أن “المنتقم بعد سنة مستعجل”، ورأيي ألا نستعجل قادتنا أبدا، وأن نواصل تحركنا الجهادي بصبر ووعي ويقين بأن وقت زوال الطغاة قد أقترب. حتى لو تمكنت المقاومة من قتل نتنياهو وقادة حربه، فهذا لا يكفي للإقتصاص من المجرمين عن بحر الدماء التي اريقت غيلة على أيدي هؤلاء المجرمين.
الثمن لابد أن يكون رأس الكيان نفسه، أو أن يكون باهضا جدا لدرجة تجعل هذا الكيان يقترب بسرعة من نهايته، وبعدها سنستطيع أن نجر هؤلاء المجرمين مكبلين لمحاكمتهم في عالم بات محكوما بإرادة القوي، والقوي فقط! لابد أن نجعل كيانهم يعود للوراء عشرات السنين إقتصاديا وعسكريا ونفسيا قبل أن نجهز عليه نهائيا ونخلص البشرية من شروره. هكذا يجب أن يكون الرد، والعاقبة للمتقين.