ابتسموا يا عيال شحيبر !
إب نيوز ١٠ صفر
عبدالملك سام
الصورة قد تكون أبلغ من عشرة مقالات، فلا تستهينوا بدور الصور، ويكفي أنها أستطاعت أن تغير نظرة العالم للكيان الصهيوني.. الناشطون الأجانب أكثر خبرة، ويعرفون أن الصور من أهم وسائل النشر، ولذا تجد الحسابات الكبيرة تعتمد على نشر الصور بشكل مستمر مع إضافة تعليق أو سؤال بسيط مع كل صورة. هذا ما دفع الصهاينة لملاحقة الصحافيين قتلا وتنكيلا، وحتى مواقع التواصل مثل فيسبوك تعمل بوتيرة عالية على متابعة وازالة الصور بشكل رئيسي.
الصورة استطاعت أن توقف حربا كما فعلت في حرب فيتنام، وأن تفضح محتلا مجرما كما فعلت في أيرلندا، وأن تجمع تبرعات بملايين الدولارات كما فعلت صورة لطفل أفريقي يموت جوعا، وأن تحيي قضية كما فعلت صور غزة اليوم. والمزاج العالمي يتفاعل مع الصور بشكل أكبر كونها تتجاوز عائق اللغة، فلماذا لا نستخدمها اليوم بفاعلية أكبر وهي سلاح مهم وفعال؟
الصورة في غزة اليوم يتم تشويهها وعرضها بشكل مغاير للحقيقة؛ فالجرائم التي ترتكب في غزة ليست ردا على ما جرى في السابع من أكتوبر، بل أنها ما كان السابع من أكتوبر يهدف لمنعها.. دورنا هو أن نشكل مجموعات ضغط على مواقع التواصل الإجتماعي، وأن نقوم بتجميع أكثر الصور تأثيرا ونشرها على أوسع نطاق لكشف الحقيقة، حتى لو كانت صور من إعتداءات صهيونية حدثت منذ سنين، ولندع مسألة التبرير والرد للصهاينة.
الصورة اليوم متركزة على محور المقاومة، بينما أبتعدت الأنظمة العربية المتواطئة عن الأضواء حتى لا تكون تحت الضغط.. دورنا أن نسحب هذه الأنظمة بالإكراه إلى الأضواء، وبإمكاننا أن نفعل هذا وأكثر، فمثلا نستطيع أن نسلط الضوء على ما تفعله الأنظمة من أفعال لتلهي شعوبها عن القضية الفلسطينية وما يجري في غزة من مذابح، أو أن نسلط الضوء على ما تمد به هذه الأنظمة كيان الاحتلال من مساعدات، ونشر فضائح الخيانة التي تمارسه هذه الأنظمة خلف الستار.
الصورة قد تساهم في تفعيل سلاح المقاطعة، وفي توثيق الجرائم، وفي احياء الضمير الإنساني العالمي، وفي زيادة الضغط على الأنظمة التي تدعم كيان العدو، وفي تعرية هذا الكيان وتلطيخ الصورة الزائفة التي يحاول أن يضفيها على نفسه.. والأمر بسيط ويعتمد على أختيار صور معبرة تظهر حجم الإجرام الصهيوني وإرفاقها مع أي منشور نكتبه، وبالإمكان أيضا أن يحدد كل واحد منا لنفسه عدد معين من الصور والمقاطع لينشرها ويشاركها في اليوم الواحد مساندة للشعب الفلسطيني المظلوم، ولو بصورة واحدة كل يوم.
الصورة سلاح في متناولنا جميعا، ونحن كجزء من مسؤولياتنا الدينية والقومية والإنسانية لابد أن نشارك في معركة الوعي على الأقل؛ فلا يمكن أن نخسر هذه المعركة أبدا طالما ونحن نقف مع الحق.. بصفتنا جنودا مع الحق، يمكننا أن ننصر المظلومين مهما كانت الحواجز والمصاعب، ويمكننا أن نرمي المجرم بأي شيء ولو كانت صورة، والصورة ستتحول إلى صور ثم طوفان يعري الطغاة ويفقدهم صوابهم، وعندها لن يتجرأ أحد أن يقف معهم.. فما رأيكم؟!