ماذا يريد بن سلمان من وراء هذا الكلام الآن..؟!
ماذا يريد بن سلمان من وراء هذا الكلام الآن..؟!
إب نيوز ١٢ صفر
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقول أنه يخشى على نفسه (القتل) إن هو ذهب إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي دون أن يقابل ذلك حل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين..!
برأيكم،
لماذا يقول هذا الكلام..؟!
وفي هذا التوقيت بالذات..؟!
ألم يكن هو نفسه على وشك الإحتفال بمراسيم التوقيع على اتفاقية التطبيع وتبادل العلاقات مع كيان العدو الإسرائيلي لولا أحداث غزة..؟!
يعني: لم يذكر يومها أنه يخشى على نفسه القتل، أو يستشهد بمصير السادات كما استشهد به اليوم..!
كذلك لم يشترط على الأمريكيين والإسرائيليين أيضاً حل الدولتين كما أشترط اليوم..
فما الذي تغير حتى يقول مثل هذا الكلام..؟!
هل هو ابتزازٌ للأمريكان؛ للحصول مثلاً على مزيد من المحفِّزات والمقبِّلات الأمريكية..؟
أم هو توطئةٌ مسبقةٌ منه لإعلان وشيك عن صفقة التطبيع (المؤجلة) خاصةً في ظل حديثٍ أمريكيٍ متصاعدٍ هذه الأيام عن ضرورة إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين..
يعني: وكأنه يريد أن يقول لجمهوره:
لم نطبع مع إسرائيل (ببلاش) كما فعل الإماراتيون، لكنا طبَّعنا بمقابل هو الحصول على وعود أمريكية بحل الدولتين..!
أو هكذا يريد أن يقول..!
على من تضحك يا بن سلمان..؟
إلعب غيرها..!
يعني: أنت تعلم، وأنا أعلم، وأمريكا وكل العالم يعلمون يقيناً أن لا وجود لحلٍ واردٍ يقوم على أساس حل الدولتين إلا في مخيلتك أنت وأقرانك من الحكام العرب..
أما أمريكا وإسرائيل، فلا..
تعرف لماذا..؟
لأن أمريكا وإسرائيل، في حقيقة أمرهما، يريان في حل الدولتين تهديداً وجودياً لإسرائيل..!
وبالتالي، من سابع المستحيلات أن يقبلوا صراحةً أو في قرارة أنفسهم بذلك..
حتى وإن وعدوا..
أو سوَّقوا لذلك ما بين حينٍ وآخر..
أتشترط حل الدولتين..؟
قد اشترط السادات ذلك من قبل..
واشترط من بعده عرفات في أسلو..
وحسين الأردن في وادي عربة..
فمالذي حصل..؟
وافقوا في حينها، وافردوا لها بنداً خاصاً ضمن بنود اتفاقيات كامب ديفيد وأسلو ووادي عربة..!
فهل تحقق هذا الشرط..؟
قطعاً لا..
كما لا تنسى أن عمك الملك عبدالله قد تقدم بهذا الشرط أيضاً في شكل مبادرة سعودية أقرها باقي الحكام العرب وتقدموا بها كمبادرةٍ عربية..
مبادرةٍ قدمت تنازلاتٍ وإغراءاتٍ كثيرة لإسرائيل..
فما الذي حصل..؟
لم يكلف نفسه آرئيل شارون يومها عناء قراءتها؛ ليقابلها مباشرةً، وعلى الفور، بعملية عسكرية مستفزة وإجرامية ضد الفلسطينيين..!
وها أنت اليوم تعيد الكرَّة..!
ها أنت تسوِّق لحل الدولتين..!
ولن يحصل، بالطبع، شيءٌ كما أنت تعلم وأنا كذلك أعلم وتعلم أيضاً أمريكا والعالم أجمع سوى مزيد من العمالة والإنبطاح لأمريكا وإسرائيل لن يكون آخرها إعلان حالة التطبيع المجاني مع كيان العدو الإسرائيلي..!
طبِّع بن سلمان..
طبِّع ولا عليك، فحياتك وعرشك القادم في أمان وسلام ما دمت مطبِّعاً ومنبطحاً، أو كما تعتقد أنت ومن معك من المطبعين والمنبطحين..
(جمعة مباركة)
#معركة_ال_قوا_صم