التاريخ لا يرحم.. 

إب نيوز ١٥ صفر

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.

تأملوا معي قليلاً:

عندما يأتي أحفادنا مثلاً، وأحفاد أحفاد أحفادنا، يدرسون في مادة التاريخ عن مأسآة غزة اليوم، وعن تفاصيلها وأحداثها وأبطالها وشهداءها..

عندما يدرسون عن جرائم هذا العدو الصهيوني المجرم والغاصب، ومدى نازيته وفاشيته التي لا مثيل لها عبر التاريخ..

عندما يدرسون عن صمود (غزة) الأسطوري وتضحيات أبناءها الجسيمة وصبرهم الطويل على العدوان والإجرام والحصار..

عندما يطَّلعون على الواقع العربي اليوم،

كيف كان.. ؟ ومن انتصر لغزة من العرب..؟ ومن خذلها أو تآمر عليها..؟

برأيكم،

من سيتذكرون..؟!

أهل غزة الصامدين والصابرين والمجاهدين، أم هؤلاء المترفين والمتخمين اللاهين والغارقين في عالمٍ من اللهو والترف والمجون..؟

من سيتذكرون مِن الشهداء..؟

شهداء غزة، والذين سقطوا معهم من أجلها وفي سبيلها، أم شهداء الحب والعشق والغرام وحفلات السياحة والترفيه.. ؟!

ومِن الزعماء والقادة..؟!

زعماء وقادة حركات ودول المقاومة، أم هؤلاء الزعماء والحكام من (أصحاب الجلالة والفخامة والسمو) الذين لم يتلبس العار أحداً من العرب على مر التاريخ كما تلبس هؤلاء..؟

ومِن المحاور..؟!

محور المقاومة، أم محور الإنبطاح والإعتلال أو (الإعتدال) بحسبهم..؟!

ومن المواقف.. ؟

مواقف جنوب أفريقيا ودول أمريكا (اللاتينية) و…، أم مواقف هذه الدول والممالك والمشيخات العربية العميلة والساقطة..؟!

ومن المعالم..؟!

مجمع الشفاء الطبي، ومخيمات الإيواء، ومدارس الإنروا في غزة، ومدرسة التابعين و..، أم برج خليفة وجزيرة النخلة ومسارح وعروض مواسم الرياض وليالي دبي و..؟!

من سيتذكرون..؟

ومن سيعلون ويكبرون..؟

أخبروني..؟

اعتقد: الإجابة واضحة ومعروفة..!

ولذلك، لا داعي أن نصدِّع رؤوسنا أو نوجع قلوبنا كثيراً في الحديث عن أقوامٍ اختاروا لأبناءهم الخزي والعار والهوان، وارتضوا لأنفسهم السقوط والخلود في مزابل التاريخ..

والتاريخ، وكما تعلمون، لا يرحم..

#معركة_ال_قوا_صم

You might also like