غزة على مذبح المناورات بين الدوحة والقاهرة..!!

إب نيوز ١٦ صفر

غيث العبيدي..!!

ألقيت غزة وفلسطين عموما، في غيابة عمليات ”النتن ياهو“ الإجرامية المستمرة، والتي لم توقفها مفاوضات الدوحة الملغومة ببند ”الوقف المؤقت للحرب“ لحين اتمام صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين، فيما يحرص الصهاينة على بث المزيد من المناخات المرعبة داخل غزة، والتي دفعت الصهاينة باتجاه ارتكاب المزيد من الابادات والمجازر المتوحشة، في حين أن مفاوضات الميزات الفردية ”للنتن ياهو“ مستمرة، وفي طور الانتقال من الدوحة القطرية، للقاهرة المصرية، لتغير الأوضاع لصالح الصهاينة، وإيجاد تأثيرات جانبية تضليلية، تجعل من ”فريق الحلول“ لا يصل لحلول، فتتحول الاجتماعات لترياق يعاكس اثر السلام، وقوة دافعة ”للنتن ياهو“ لإعداد خطة ما بعد الهدنة المؤقتة، وسيناريو ما بعد الرهائن.

▪️ اهداف إسرائيل البعيدة الأمد في غزة..

اهداف إسرائيل البعيدة الأمد في غزة، ليس على المستوى العسكري المعروف بتفكيك حماس، والقضاء على قدراتها العسكرية، وشل حركتها، وتشريد وقتل قادتها فقط، وانما هناك اهداف على مستويات سياسية عليا، حاصلة على الشرعية الامريكية، وهو إشراك اسرائيل بالوضع الأمني في قطاع غزة مابعد الحرب، وتفكيك الكثافة السكانية الغزية، سواء عن طريق الهجرة الطوعية أو الإجبارية، بمساعدة أطراف داخلية فلسطينية، وخارجية اقليمية، وعالمية غربية، وعلى رأسها ثلاثي فريق التفاوض” الأمريكي المصري القطري“

وطريقة ايقاف الحرب بشروط حماس، لا يحقق تلك الاستراتيجية الصهيونية، بينما أيقافها مؤقتا على طريقة ”النتن ياهو“ خطة أحبها الفريق المفاوض، لأنها الآلية التي سيتم من خلالها الوصول إلى تحقيق مكاسب سياسية لكل الاطراف، ماعدا الطرف الفلسطيني الغائب عن المفاوضات.

▪️ المكاسب السياسية للفريق المفاوض في حالة إيقاف الحرب مؤقتا..

🔸 أمريكا..

ماتريده امريكا واسرائيل هو استعادة الأسرى الصهاينة لدى حركة حماس، مع تعليق الحرب مؤقتا، دون أن تضطر اسرائيل الالتزام بوقف العدوان على الفلسطينيين، مما يعني المضي في تحقيق أهدافهم العسكرية والسياسية المشار إليها في اعلاه، لتطمئن امريكا بذلك على شريكتها الأساسية و حليفتها الرئيسية، التي تربطها معاها روابط دينية بروتستانتية، وعقيدة عسكرية واحدة، وشعبية جماهيرية اسرائيلية في الداخل الأمريكي، ولوبيات قد تؤثر على شكل النظام السياسي في امريكا بما لا يرجوه الامريكان لأنفسهم، إن لم تحظى بهكذا تأييد.

🔸 مصر..

يسعى السيسي للحصول على سياسة أمنية أكثر أمانا، بلا قيود ولا شروط ولا تهديدات، ولن يتم له ذلك إلا بتقويض ”الإخوان المسلمين“ في مصر ”وحركة حماس“ في فلسطين، فصمود وانتصار حركة حماس، سيقوي شوكة الإخوان المسلمين بمصر، الناقمين من الأساس على الحكومة المصرية الحالية، وعبد الفتاح السيسى، الذي اخضعهم لحرب شاملة، وقمع غير مسبوق، وأكثر ما يرعب السيسي وحكومته، هو صمود حماس الذي سيوحد صفوف الإخوان المسلمين ضده.

🔸قطر…

الدوحه لاتريد الخروج من تحت العباءة الأمريكية، تحديدا وأنها واقعة تحت رحمة ”قاعدة العديد“ أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، ولوحت في وقت سابق بأنها تريد تقييم علاقاتها مع حماس، إن لم تخضع للإرادة القطرية، وشكلت معضلة حقيقية للقطريين، بالاخص وأنها على متن لائحة الإرهاب الامريكية، مما يطرح مقترح وضع الدوحة تحت طائلة عقوبات الخزانة الأمريكية لداعمي وممولي الإرهاب.

التحديات الأمنية التي وضعت الصهاينة على المحك، والمأسي الإنسانية للفلسطينين، واستمرار الصراع، هذا كل ماتم تداوله في جميع الوسائل الإعلامية العربية والعالمية، وعلى الجميع أن يفهم انه في حالة حصل الاتفاق ام لم يحصل، لا نية إطلاقا لدى الصهاينة، في وقف انهار الدم والمجازر والابادات الجماعية في غزة.

وبكيف الله.

You might also like