أيهما أخذ عن الآخر: اللوبي اليهودي أم اللوبي الامريكي..؟!
إب نيوز ١٨ صفر
بقلم الشيخ / عبدالمنان السنبلي
في أمريكا..
أيهما أكثر عدداً، اليهود أم العرب..؟!
العرب طبعاً..!
طيب..
لماذا الأمريكان إذن لا يخطبون إلا ود اليهود..؟!
لماذا لا يخطبون ود العرب أيضاً..؟
لأن اليهود هناك، ببساطة، يعرفون، دائماً، من أين تؤكل الكتف، بينما العرب لا يعرفون فقط سوى من أين يؤكل الفخذ..!
وهناك فرق..!
هناك فرق طبعاً بين من يتطلع برأسه إلى الكتف، وبين من يهوي بكرامته إلى مستوى الفخذ..!
هل تعلمون لماذا العرب دائماً يخضعون لأمريكا..؟
لماذا ينبطحون لها..؟
لماذا لا يجرؤون على أن يعصوا لها أمرا..؟!
ليس لأنهم ضعفاء بصراحة، أو غير مؤهلين للمواجهة، أو لأن عصاها غليظة، أو لأن مصالحهم معها وحدها فقط كما يقول البعض..
لا.. لا..
كل هذا كلام فارغ طبعاً..
ولكن لأن أمريكا، في علاقاتها، مع العرب، تمارس على العرب من السياسات ما يمارسه اليهود عليها نفسها منذ أمدٍ بعيد..
السيطرة على دوائر صنع القرار..!
لا تقل: كيف..؟
العملية بسيطة جداً وليست معقدة أو مكلفة..
كل ما تحتاجه فقط هو شوية معاهد متخصصة، على شوية برامج، على شوية منظمات ومؤسسات دولية، وتسلك الأمور..
تبدأ، بعد ذلك، عملية الإختراق والإستقطاب والتجنيد، تعقبها عملية الدفع برجال ممن تم اختيارهم وصناعتهم بعناية إلى كل مستويات ومفاصل ومراكز صنع القرار..!
وبذلك تكون قد امتلكت وأمسكت بكلتا يديك مفاتيح وتلابيب صنع القرار..
فلا يُبنى موقف، أو يصدر قرار، أو تقر موازنة، أو ترسم سياسة، أو يتخذ إجراء أو تعيين أو..، إلا بموافقتك وتحت عنايتك أنت وحدك..!
أليس هذا هو ما يقوم به (اللوبي اليهودي) في أمريكا منذ عشرات السنين..؟!
وهكذا، يتم الإستحواذ والسيطرة كلياً على دوائر وأروقة صنع القرار..
الدور نفسه، وبالطريقة ذاتها، تعمل أمريكا على ممارسته في كل البلدان العربية عدا طبعاً تلك التي تحررت مؤخراً، ونفضت من على كاهلها عباءة الوصاية الأمريكية وعلى رأسها طبعاً اليمن..
يؤكد على وجود مثل هذا اللوبي الأمريكي في البلدان العربية طبعاً ما جاء في اعترافات عناصر الشبكة الجاسوسية التي تم ضبطها وتفكيكها في اليمن، والتي أماطت اللثام عن كثير من تفاصيل وملامح هذا اللوبيٍ الأمريكي الذي كان يعمل في اليمن، وإلى أي مدى استطاع، ولأكثر من عقدين من الزمن، التغلغل والسيطرة والتأثير والتحكم في أوساط النخب السياسية والإقتصادية في السلطة والمعارضة في آنٍ واحدٍ معاً، والدفع، بعد ذلك، بالمواليين والمجندين التابعين له إلى مراكز ودوائر وأروقة صنع القرار…
الأمر نفسه ينطبق أيضاً على باقي الدول العربية، حيث وأن هذا اللوبي يبدو أكثر تجذراً وتعمقاً ونفوذاً في كثير منها الأمر الذي يفسر طبعاً هذا الإرتهان الواضح، والإنبطاح الفاضح للأمريكان، والذي لم يعد يخفى على أحدٍ من الناس..!
وهكذا، وبنفس الوتيرة، يعمل اللوبيان، اليهودي في أمريكا، والأمريكي في البلدان العربية..!
الفارق الوحيد بينهما فقط هو أن اللوبي اليهودي في أمريكا يستمد قوته من امبراطوريات المال والأعمال اليهودية في أمريكا نفسها، بينما اللوبي الأمريكي في البلدان العربية يستمد قوته من سفارات وقنصليات أمريكا في هذه البلدان..!
فأيهما، برأيكم، أخذ عن الآخر: اللوبي اليهودي، أم اللوبي الأمريكي..؟!
أم هما وجهان لعملة واحدة..؟!
ربما، بل هما كذلك..
نعم، هما كذلك..!
#معركة_ال_قوا_صم