الهيبة الأمريكية في مفترق طرق: حاملتا الطائرات في مشهد غير مسبوق
كامل المعمري –
اذا كانت حاملات الطائرات تجاور بعضها في مياه هادئة اقصد مجموعتي روزفلت ولنكولن الأمريكيتين داخل خليج عمان فمن الذي يقف فعليا على خط المواجهة؟ وهل يمكن حقا القول إن الولايات المتحدة لا تزال تتمتع بالهيبة التي كانت لها من قبل، أم أن هناك تحولات استراتيجية في طور التشكل ستعيد صياغة ملامح النفوذ الأمريكي في المنطقة؟
الولايات المتحدة دائما ما تؤكد قدرتها على إرسال حاملات الطائرات إلى أي منطقة في العالم كإثبات على قوتها ونفوذها العسكري ولكن عند النظر إلى هذا الانتشار الأخير تتضح الصورة مختلفة فوجود حاملتي الطائرات في خليج عمان دون وجود تهديد حقيقي قائم يجعل من الصعب تصديق أن هذا التحرك يعكس قوة أو هيبة عسكرية غير قابلة للجدل.
يبدو أن الولايات المتحدة قد بدأت تعي أن استعراض القوة التقليدي بواسطة حاملات الطائرات لم يعد يحقق التأثير المرجو، بل قد يؤدي إلى تعريض هذه الأصول القيمة لمخاطر غير محسوبة. وفي ضوء هذه المتغيرات، يبدو أن الولايات المتحدة تواجه تحديا حقيقيا في الحفاظ على هيبتها العسكرية بنفس الأدوات التي استخدمتها لعقود.
إن الاعتماد على حاملات الطائرات كرمز للقوة والنفوذ قد لا يكون الاستيراتيجية الانسب في عالم يشهد صعود قوة اقليمية تتحدى الهيمنية الامريكية اليوم تتجلى صورة جديدة تنبئ بتبدل موازين القوى الإقليمية الجيش اليمني، الذي كان يعتبر ذات يوم قوة إقليمية محدودة التأثير، قد برز الآن كعامل تغيير بارز في الساحة الدولية، مقدما تحديا غير مسبوق للهيمنة الأمريكية. ولطالما كانت حاملات الطائرات الأمريكية، مثل “روزفلت” و”لينكولن”، رمزا لقوة الهيمنة البحرية الأمريكية، تُستخدم كأداة لاستعراض القوة والهيبة العسكرية على مستوى العالم. فإن ظهور الجيش اليمني وقدرته على تهديد السفن الحربية الأمريكية قد ألقى بظلاله على هذه الصورة التقليدية.
ومما لا شك فيه، فإن الهيمنة التي لطالما ارتكزت على القوة البحرية وحدها أصبحت في مفترق طرق. تواجه واشنطن الآن ضرورة ملحة لإعادة النظر في استراتيجياتها وتطوير أدوات جديدة لمواكبة التحولات المتسارعة في المشهد الدولي فالزمن الذي كانت فيه حاملات الطائرات هي الرمز الوحيد للقوة قد اصبح من الماضي وفي ظل التحولات المتسارعة في المشهد الجيوسياسي، تواجه الولايات المتحدة تحديات متزايدة تتعلق بقدرتها على الحفاظ على الهيمنة العسكرية التي لطالما كانت مصدر قوتها ونفوذها العالمي.
فظهور قوى إقليمية جديدة مثل الجيش اليمني، الذي أثبت قدرته على تهديد السفن الحربية الأمريكية، يعكس تحولا جذريا في موازين القوة ويجعل من الصعب استمرار استعراض القوة التقليدية عبر حاملات الطائرات كما كان في السابق. هذا التغيير لا يقتصر فقط على الجانب العسكري، بل يمتد إلى علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها الغربيين. فقد بدأت تساؤلات حقيقية تطرأ حول مدى موثوقية الاعتماد على القوة الأمريكية كضمان للأمن والاستقرار.
إذا استمرت الولايات المتحدة في مواجهة صعوبات في الحفاظ على هيمنتها في مناطق معينة، فقد ينظر حلفاؤها إلى خيارات استراتيجية بديلة لضمان مصالحهم. وبالتالي فان تآكل الهيمنة الأمريكية قد يعزز من رغبة الحلفاء الغربيين في تطوير استراتيجيات دفاعية مستقلة، مما قد يؤدي إلى تحولات في التعاون العسكري والاقتصادي بين الولايات المتحدة ودول الغرب.
هذا الوضع قد يفرض على واشنطن تبني سياسات أكثر توافقا مع الواقع الجديد، وتعزيز التنسيق مع حلفائها لتلبية التحديات المتزايدة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي ضعف الهيمنة الأمريكية إلى تغييرات في التحالفات العالمية، حيث قد تسعى الدول الغربية إلى تشكيل تحالفات جديدة أو تعزيز شراكات مع قوى إقليمية أخرى. هذه التحولات يمكن أن تسهم في إعادة تشكيل النظام الدولي بمايتماشى مع المتغيرات صحفي متخصص في الشؤون العسكرية