من هم المرشحون لتولي العرش في عُمان بعد السلطان قابوس وكيف ينظم دستور البلاد اختيار السلطان..؟(طالع التفاصيل)
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في العام 2014، تقريرا تناولت فيه أبعاد الحكم في سلطنة عُمان حال رحيل السلطان “قابوس” المصاب بسرطان القولون، و أثر غيابه عن الحكم على العلاقات العربية مع السلطنة وفي المنطقة بشكل عام.
و يحكم السلطان “قابوس بن سعيد” منذ ما يقرب من 45 عاما، و تعد بلاده من أكثر بلدان العالم العربي استقرارا، إلا أن استمرار علاجه في ألمانيا أثار المخاوف بشأن عملية التحول السياسي في السلطنة من بعده خاصة أنه لم يختر ولي عهد.
و أشارت الصحيفة إلى أن أي تحول أو تغيير في القيادة العمانية سيكون له تأثير كبير على الشرق الأوسط و سياسات أمريكا و دول غربية أخرى تعاونت عن قرب مع السلطان في قضايا خاصة بعملية السلام بين العرب و دولة الاحتلال الإسرائيلي، و تأمين شحنات الطاقة العالمية، و ذلك منذ وصوله للسلطة عبر انقلاب عسكري غير دموي على والده في العام 1970.
و لفتت إلى الدور الكبير الذي لعبه السلطان “قابوس” للتقريب بين الإدارة الأمريكية و إيران، حيث ساعدت جهوده في المفاوضات الحالية التي تهدف تقنين تطلعات البرنامج النووي الإيراني.
و نقلت الصحيفة عن محللين صعوبة الحصول على سلطان جديد يحل محل “قابوس” الذي يعمل كوزير للمالية و الخارجية و قائد عسكري كذلك.
و رجح مسؤولين غربيين في مسقط أن السلطان يعاني من سرطان القولون، و هو ما جعله يتوجه لألمانيا منذ يوليو/تموز الماضي و حتى الآن للعلاج هناك.
و نقلت الصحيفة الأمريكية عن “مارك فاليري” الدبلوماسي الفرنسي السابق في مسقط و المحاضر بجامعة إكستير بدول الخليج، أن التحديات التي ستواجه السلطان القادم ستكون هائلة، مشيرا إلى أن السلطان الجديد لن تكون لديه القدرة على إدارة نظام مشابه لما أداره السلطان “قابوس” خلال فترة حكمه الطويلة.
و حسب مقال ترجمته صحيفة شؤون خليجية، فإن قائمة المرشحين المحتملين لخلافة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد صغيرة نسبيًا؛ نظرًا لحجم الأسرة الحاكمة، و قوانين الخلافة التي تنص على أن السلطان يجب أن يكون ذكرًا من نسل السلطان تركي بن سعيد، و مولود لأبوين عمانيين (كثير من أبناء آل سعيد تزوجوا من خارج عُمان).
و أَرْجَحُ المرشحين لخلافة قابوس، هم أبناء عمومته الثلاثة: أسعد و هيثم و شهاب بن طارق، إلى جانب بعض الأسماء الأخرى الأقل حظًا..
(1) أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد
ولد في يونيو 1954، لإحدى زوجات والده الثلاث، المعروفة بأم طلال بنت ناصر آل سعيد، و هو أول أبناء عمومة قابوس، و شقيق نوال بنت طارق، التي تزوجها السلطان ثم طلقها.
التحق أسعد بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، و تزوج ابنة بدر بن سعيد آل سعيد عام 1978. و هو الممثل الشخصي للسلطان منذ عام 2033، و كُلِّف بالعديد من المهام الاحتفالية، منها السفر لتسليم رسائل بالنيابة عن السلطان. و خدم في الجيش، كرئيس لسلاح المدرعات، وحصل على رتبة عميد.
كما أن لديه مصالح تجارية متعددة، و هي السمة المشتركة بين الجيل الأصغر من الحكام في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، مثل القيادة الإماراتية و أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. و يعتقد أنه كفؤ، و محبوبٌ بشكل عام.
(2) هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد
ولد أيضًا في عام 1954، لواحدة أخرى من زوجات أبيه الثلاث تُدعى أم قيس. شغل منصب وزير التراث والثقافة منذ أوائل الألفية الثانية، وعمل في بعض الأحيان كمبعوث خاص (على سبيل المثال، حضر الزفاف الملكي البريطاني في 2011 بالنيابة عن السلطان). وعمل سابقًا في وزارة الخارجية.
لديه مصالح تجارية كبيرة، وكان ينظر إليه في بعض الأوقات باعتباره شخصية مترددة، لكن أداءه في وزارة التراث والثقافة كان يبدو معقولًا.
(3) شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد
هو أخ شقيق لـ”هيثم”، ولد عام 1956. يعمل مستشارًا لقابوس، و رئيسًا لمجلس البحث العلمي العماني. و كان قائدًا للبحرية السلطانية العمانية ما بين عامي 1994 و2004، حيث أبلى بلاء حسنًا.
لديه أعمال تجارية عديدة مثل إخوته. و يُعتَقَد أنه طَموح، رغم أن أحد المصادر أشار إلى خلافاتٍ نشبت بينه و بين قابوس في الماضي.
(4) تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد
كثيرًا ما يُشار إليه كمنافس قوي، رغم التوترات التي يرجح أن تنشأ إذا دُفِع للأمام، بينما والده و عمَّيه لا يزالون في سنٍ مناسبة للحكم. ولد في الثمانينيات، و تزوج في عام 2004 من ظفاري بنت مستهيل بن أحمد المشعني، أولى بنات عم قابوس (من ناحية أمه ميزون بنت أحمد)، وهي الزيجة التي يعتقد أن قابوس شخصيًا رتبها.
يحمل تيمور لقب الأمين العام المساعد للعلاقات الدولية في مجلس البحث العلمي العماني، الذي يرأسه عماه شهاب. و هو معروف لدى العمانيين، حيث ترأس العديد من المناسبات الرسمية من الدرجة الثانية. و صفته برقية صادرة عن السفارة الأمريكية بتاريخ 2007، سرَّبها موقع ويكيليكس، بأنه “جذاب” و دمث و غير متكلف.
(5) فهد بن محمود آل سعيد
نائب رئيس الوزراء الذي يشار إليه أحيانًا باعتباره خلفية محتملًا، لكن حظوظه متواضعة جدًا؛ لأنه ينحدر من فرع آخر من آل سعيد، ومتزوج من امرأة فرنسية؛ ما يعني أن أولاده سيحرمون من الخلافة. ولد في عام 1944، وهو ابن محمود بن محمد بن تركي آل سعيد؛ ما يجعله ابن عمٍ بعيد نوعًا ما من قابوس. بيدَ أن لديه خبرة في الحكم أكبر من المرشحين الرئيسيين.
(6) آخرون
فهد، الابن الخامس لـ”تيمور”، كان أمين عام وزارة التراث والثقافة منذ عام 2005. وأخوه، تركي بن محمود آل سعيد، وابنه مروان- الذي كان مسؤولًا كبيرًا في وزارة الاقتصاد الوطني حتى تفكيكها في عام 2011- رئيس اللجنة الفنية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، ومدير الشؤون الاقتصادية في الأمانة العامة للمجلس العالي للتخطيط.
كما يظهر على خط الخلافة أحفاد ثوباني بن شهاب بن فيصل آل سعيد. و ثوباني، هو ابن أكبر أعمام قابوس، ويدعوه السلطان “العم”، وكان في وقت ما قويًا جدًا. توفي في عام 2010، تاركًا العديد من الأولاد من بينهم محمد، الذي يرأس شركة إدارة الفنادق الدولية، و حارب الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد لمجلس الوزراء.
و تحدد المادة 6 من النظام الأساسي لسلطنة عمان أن “يقوم مجلس العائلة الحاكمة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم، فإذا لم يتفق مجلس العائلة الحاكمة على اختيار سلطان للبلاد، قام مجلس الدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا و أقدم اثنين من نوابه بتثبيت من أشار به السلطان في رسالته إلى مجلس العائلة”.
و والد السلطان قابوس هو سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي (13 أغسطس 1910 – 19 أكتوبر 1972).
و تولى الحكم من 10 فبراير 1932 إلى 23 يوليو 1970 عندما عزل من الثالث عشر من عائلة آل بوسعيد.
ترأس سنة 1929 مجلس الوزراء قبل أن يتولى أمور السلطنة في 10 فبراير 1932 خلفا لأبيه تيمور بن فيصل.
توخى سياسة شديدة المحافظة والمعارضة لأي تحديث، و شهد عهده عزلة البلاد عن العالم الخارجي.
شهدت فترة الخمسينات عدة مواجهات بين نظامه والإمام الأباضي غالب بن علي.
في عام 1964 قام بوضع نجلة قابوس تحت الإقامة الجبرية.
و عام 1965 اندلعت ثورة ظفار في الجنوب.
في عام 1966 تعرض لمحاولة اغتيال قام بها الثوار الظفاريون.
أطيح به في انقلاب قاده أنصار ابنه قابوس في 23 يوليو 1970 و خلع من الحكم و نصب قابوس سلطاناً.
عاش بعدها في المنفى بلندن إلى أن توفي في 19 أكتوبر 1972.
دفن في مقبرة بروكود.