كوارث السيول لن تتوقف!
كوارث السيول لن تتوقف!
إب نيوز ١ ربيع الأول
محمد صالح حاتم
ما حدث في مديرية ملحان بمحافظة المحويت ومديرية وصاب بمحافظة ذمار خلال الأيام الماضية، وقبلها في محافظة الحديدة وتعز وحجه من كوارث خلفت عشرات القتلى، ودمرت عشرات المنازل وجرفت الأراضي الزراعية، والممتلكات العامة والخاصة، يجعلنا نفكر ما هو السبب لمثل هذه الكوارث؟
قد ربما تكون كارثة ملحان بمحافظة المحويت، ووصاب السافل بمحافظة ذمار كوارث غير مألوفة، ولم تحدث من قبل في اليمن،… نعتاد سيولا جارفة في وديان تهامة وحضرموت والجوف وغيرها وتسبب خسائر بشرية ومادية كبيرة، لكن ما حدث من تدفق السيول فوق المنازل وساكنيها، وبشكل مهول يعد شيئا غير مألوف،…
عند الحديث عن هذه الكوارث والتي لا سمح ستتكرر في المحويت، وحجة، ولذمار ، ورسمه وغيرها من المحافظات الجبلية، فإن السبب -كما قلنا- سابقا في عدة مقالات وتقارير صحفية ناتج عن البناء العشوائي في مجاري الوديان، وطريق السيل، والأخطر من هذا هو البرك والخزانات الخاصة بالمواطنين والتي- تعد قنابل موقوته- التي يتم إنشاؤها دون مواصفات ومعايير هندسية، ودون تخطيط، حيث يقوم معظم مواطني المناطق الجبلية بإنشاء برك خاصة تحتجز مياه السيول ليستفاد منها في الري، والشرب أحيانا، هذه البرك والخزانات الخاصة، تفتقر لأبسط المعايير الهندسية، يتم إنشاؤها فوق المنازل، وتظل تتدفق لها السيول بشكل كبير، ولا يوجد لها مصدات أو مناسح ، أو قنوات تحويلية للسيول عند امتلائها،و كل هذا غائب تماما في هذه المنشآت، وهذا هو ما حدث في ملحان ووصاب السافل ، والذي تفجرت عشرات البرك الخاصة وتدفق مياؤها فوق المنازل والأراضي الزراعية. وهذا ضمن الأسباب التي أدت لحدوث هذه الكارثة.
وفيما يخص تهامة فإن معظم الوديان الفرعية والبينية تحولت خلال العقود الماضية إلى مناطق سكانية تم البناء فيها بشكل عشوائي، وتغيرت مجاريها، واختفت معالم هذه الوديان، ولكن عندما جاء السيل شق طريقه المعتادة، وجرف كلما يقف في طريقه.
وللحد من هذه الكوارث يتطلب تشكيل لجان ميدانية للنزول إلى القرى والعزل والمدن وعمل دراسة ميدانية لجميع المنشآت المائية وخاصة البرك والخزانات الخاصة بالمواطنين وتقييمها، ووضع المقترحات الصحيحة كيف يتم التعامل معها، تجنبا لحدوث كوارث مستقبلا…كذلك تحديد الوديان ومجاري السيول ومنع البناء فيها وخاصة الوديان البينية والفرعية، عندها سيتم وضع حد لتكرار الكوارث مستقبلإ، إلى جانب التوسع في إنشاء السدود والحواجز المائية في جميع المحافظات وفقا لما حددته الخارطة المائية التي يتم تنفيذها من قبل قطاع الري، وقد قطع شوط كبير في إنجازها..